Sunday 27 April 2014

الإغماء على عدد من المشاركين فى المسيرة الراجلة


الأخبار(ألاك) – تعرض عدد من المشاركين فى المسيرة الراجلة التى انطلقت قبل يومين من مدينة بوكى باتجاه العاصمة انواكشوط لحالات إغماء بسبب سيرهم على الأقدام لساعات فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.



وقال مراسل الأخبار بلبراكنه إن سير المسيرة تعطل أمس السبت لساعات بالقرب من ملتقى الطرق الواقع غرب مدينة ألاك بعد تعرض بعض المشاركين فيها لحالات إغماء بفعل ارتفاع درجات الحرارة، قبل أن يستأنف السير مع حلول ساعات المساء على طريق الأمل باتجاه انواكشوط.



وقال المراسل إن المشاركون فى المسيرة أغلبهم من مواليد خمسينات وأربعينات القرن الماضى مع حضور نسبى للشباب والنساء، مضيفا أن وثائقهم المدنية تشير إلى ميلاد أغلبهم فى ولاية كوركل.



ونقل المراسل عن عدد من المشاركين فى المسيرة قولهم إن حراكهم الحالى يهدف إلى الضغط على السلطات الرسمية فى وجه الاستحقاقات الرئاسية القادمة من أجل استرجاع عدد من الأراضى الزراعية على ضفة النهر يقولون إنهم فقدوها بعد أحداث العام 1989.



وكانت الحكومة الموريتانية قد أعلنت خلال الأعوام الماضية عن مساعات مادية للمبعدين السابقين واتخذت إجراءات لدمجهم فى النشاط الاقتصادي والاجتماعي، غير أن مطالب باسترجاع بعض المساحات الزراعية والمواشى لا تزال قائمة منذ العودة.


المصدر




Filed under: موريتانيا, أخبار

18 مليون دولار فدية لتحرير 4 صحفيين فرنسيين بسوريا

18 مليون دولار فدية لتحرير 4 صحفيين فرنسيين بسوريا


ذكرت مجلة فوكوس الألمانية السبت أن فرنسا دفعت 18 مليون دولار، للإفراج عن أربعة صحافيين فرنسيين خطفوا في يونيو 2013 في سوريا وأفرج عنهم الأسبوع الماضي، وهو ما نفته باريس “بشكل قاطع”.


المجلة الألمانية نقلت عن مصادر مقربة من الحلف الأطلسي في بروكسل، أن الأموال التي حولها وزير الدفاع الفرنسي جان آيف لودريان إلى أنقرة، دفعت للخاطفين بواسطة أجهزة الاستخبارات التركية.


وحسب خبراء في الحلف الأطلسي، فقد تبلغ جهاز الاستخبارات الفرنسي منذ بدء عملية خطف الرهائن بمكان احتجاز الصحافيين الأربعة، لكن باريس رفضت تدخلا مسلحا لتحريرهم بسبب المعارك الدائرة في سوريا، حسب نفس المجلة.


وحرص مكتب وزير الدفاع على إرسال نفي لهذه المعلومات إلى وكالة الصحافة الفرنسية.


وقال هذا المصدر إن “الحكومة تنفي بشكل قاطع المعلومات التي أوردتها المجلة المذكورة، وتكرر موقف فرنسا حيال مسألة الإفراج عن الرهائن كما ذكر لوران فابيوس السبت الماضي”.


وبمناسبة الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين الأربعة في نهاية الأسبوع الماضي بعد عشرة أشهر من الأسر في سوريا، ذكر وزير الخارجية لوران فابيوس بمبدأ باريس وهو أن “الدولة الفرنسية لا تدفع فديات”.


وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شدد بنفسه على أنه “مبدأ مهم جدا لكي لا يشجع ذلك محتجزي الرهائن على محاولة خطف آخرين. كل شيء جرى عبر المفاوضات والمباحثات”.


وخطف ديدييه فرنسوا كبير مراسلي إذاعة أوروبا 1 الفرنسية والمصور إدوار إلياس في شمال حلب في السادس من يونيو 2013. وخطف نيقولا إينان مراسل مجلة لوبوان الفرنسية وبيار توريس المصور المستقل في 22 يونيو في الرقة.


وعثرت عليهم دورية للجيش التركي ليل 19 إلى 20 أبريل في المنطقة العازلة على الحدود بين تركيا وسورية قرب مدينة أكتشاكال التركية الصغيرة (جنوب شرق).


1ryxMJn


المصدر




Filed under: أخبار

حركة لا “تلمس جنسيتي” تتظاهر إحياءا لذكرى تهجير الزنوج الموريتانيين..والشرطة تقمع المتظاهرين

نظم العشرات من أنصار حركة “لا تلمس جنسيتي” صباح اليوم السبت مسيرة في العاصمة نواكشوط من أجل إحياء ذكرى تهجير الزنوج الموريتانيين إلى السنغال ومالي، وللمطالبة بالتحسين من وضعيتهم المعيشية، وتلبية مطالبهم التى وصفوها بـ”المشروعة”..


وقد تصدت وحدات من الشرطة للمتظاهرين وأطلقت عليهم وابلا من الغازات المسيلة للدموع مما خلف جرحى في صفوفهم ..وفق شهود عيان


كما تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن وقوع اعتقالات من بين المتظاهرين من قادة الحركة التي لم تحصل بعد على ترخيص قانوني.


المصدر




Filed under: أخبار

أين أموال الشباب؟

تتساءل الأندية والروابط الشبابية فى العاصمة الاقتصادية عن الأموال التى منحت للشبكة الجهوية للشباب فى المدينة ، وأوجه صرفها من قبل القائمين على الشبكة.


وتقول مصادر مطلعة إن الشبكة حصلت على مليونين و خمسائة ألف أوقية من مبلغ 50 مليون خصص للروابط والأندية الشبابية بموريتانيا.


وكشفت المصادر عن أنه لحد الساعة لم يعرف مصير الأموال التى حصلت عليها الشبكة ، ولاطريقة تسييرها ، معربين عن أملهم فى أن يتم كشف حقيقتها للشباب.


وتساءل الشباب عن الطريقة التى ستسير بها هذه الأموال الممنوحة من الدولة لأندية وجمعيات نواذيبو.


ولم تظهر الشبكة الجهوية للشباب منذ أشهر ، ولم تنظم أي أنشطة شبابية فى العاصمة الاقتصادية نواذيبو.


المصدر




Filed under: أخبار

Friday 25 April 2014

مجموعة قومية باسم “الرأي السياسي” تصدر بيانها الأول عن وضع البلاد

“من أجل نظرة منتجة، تفيد المتلقِّي وتنيره في أفق الاستحقاقات المقبلة، لابد من التمييز بين المجال السياسي والمشهد السياسي. فالمقصود بالمجال السياسي، هو عمق المسألة السياسية ولُبُّها. ونعنِي به هنا جذورَ وأسبابَ وعلاجلاتِ الأزمة البنيوية، ومستقبلَ المجتمعِ والكيانِ، والمسارَ الحقيقيَّ للأمر العامّ والقضايا الكبرى.


وهو اليوم أشبه – في ثقافتنا التقليدية – باللَّوْح عندما يكون سائلا مُبلَّلا، قد امَّحتْ حروفُه أو اختلط بعضها ببعض، تحت تأثير المطر أو العَرَق أو أي سائل آخر، فلا يستطيع أحد قراءة ما كتب على هذا اللَّوح. قد يتراءى للقارئ ألِف هنا وكاف هناك وحرف أو اثنان في مكان آخر، لكن لا يمكن قراءة سَطْر أو حتى كلمة منه.


هذه – بإيجاز – هي الصورة التقريبية للمجال السياسي عندنا اليوم. إذْ لم نستطع أن نصل في هذا المبحث إلى بلورة تصوُّر يُذكر يُجانِب الأفقَ المتشائم. إنها جهة لا يبتسم فيها أمل.


وليست ضبابية المجال السياسي هذه مقتصرة علينا نحن، بل إننا لم نجد أحدا غيرنا استطاع قراءتَه وتفكيكَ رموزه، على الرغم من المحاولات الكثيرة التي نراها يوميا، في الندوات والكتابات والمقابلات والبرامج الإذاعية والتلفزية وغيرها…


أما المشهد السياسي فأمره بسيط: سلطة حاكمة، بإيجابياتها وبسلبياتها، ومعارضة.


ولْنبدأْ بالمعارضة، لنجد – دون الحاجة إلى الغوص بعيدا – أن الناس شبه متفقين على أنها لم تعد ذات مصداقية، وأن أهلها قد اشتغلوا في الأعوام الأخيرة بأمور غير مقبولة ولا مدروسة ولا واقعية.


ربما يكون شعار الرحيل الذي اشتغلوا فيه ردحا من الوقت ودعوا له الجماهير، على غير طائل، قد لعب دورا كبيرا في ذلك الانحطاط.


كذلك، انعدام البرنامج وافتقاد المشروع، من العوامل الأساسية المفهومة التي أوصلت المعارضة إلى وضعها الحالي. يضاف إلى ذلك حالة التشرذم التي تنخر جسم المعارضة في العمق أكثر مما هو بادٍ على السطح.


إن المعارضة السياسية الحالية، باختصار شديد وبكل موضوعية، ليس فيها ما يجذب أحدا أو يبعث أملا أو يشكِّل بديلا. أما النظام، فإن له سلبياته وإيجابياته، ولنبدأ بالإيجابيات:


أول ما استمد منه نظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز التعاطف الشعبى، هو خيبة الأمل المبكرة للجماهير فى النظام الذي سبَقه. فذلك نظامٌ قد وُلد بلا مصداقية، لأن رئيسه لم يكن قد ترشح من ذي قبل أو أبان عن طموح أو دور سياسي يذكر، وإنما رُشِّح وأُقحم فيما لا قِبَلَ له به.


ثم إن القوة التي رشحته وأنجحته في الانتخابات، لم تكن تملك تصورا واضحا عما هي مُقْدمة عليه، وقد تبادَرَ مبكرا أن المجتمع العميق ليس مع هذا الاختيار، وأنه بدون دعم المجتمع العميق، لا يمكن لأحد أن ينجح وإذا نجح لن يستمر.


كذلك من العوامل الأساسية التي جذبتنا – وغيرنا كثير – إلى تأييد ومساندة النظام الحالي، تلك الشعارات الجميلة التي رفعها أولَ مجيئه، مثل: شعار محاربة الفساد، الذي طرحه الرئيس محمد ولد عبد العزيز بلهجة واضحة وبسيطة وقوية، لم نعَهدها قبله في هذه البلاد… وكذلك شعار محاربة الفقر، والتوجه إلى أحياء الصفيح وتخطيطها والوعد بتوفير منزل لكل أسرة من ساكنيها… مما كان يعتبر أقرب إلى حلم منام.


العامل الثالث، أن النظام بدأ – منذ أيامه الأولى – يطلق ويدشن بعض المشروعات البراقة وسريعة النتيجة نسبيا وهي – على كل حال – خير من العدم، مثل الشوارع المبلطة و”اسكانيرات” وحل مشكلة الكهرباء ومشروعات المياه في مثلث الفقر وغيرها.


أما الجانب الشخصيُّ والجاذبيةُ وما يشبهها، فإنه يمكن لشيء من ذلك أن يُلتمس في بساطة وعفوية الخطاب والأسلوب والشخصية…


العامل الخامس، هو ما أظهره الرئيس عزيز من عدم مسايرة تلك الجهات الانتهازية والمتمصلحة على الساحة السياسية والمالية والإدارية والاجتماعية…


يضاف إلى ذلك كله، طردُ سفير إسرائيل وقطعُ العلاقات نهائيا مع الصهاينة.


ثم جاء برنامج إصلاح الحالة المدنية وتدقيقها وحمايتها، الذي نعتبره من أهم الإنجازات.


زد على ذلك كله، أن الرئيس والنظامَ نفسه، هو رمز لمؤسسة عسكرية طالما قدَّرناها واعتبرناها بمثابة العمود الفقري للكيان الموريتاني؛ مع يقيننا التام بأنه لا يوجد لها بديل، يُنتظر منه القيام بتلك المهمة الوجودية.


كذلك، من أهم مبرراتنا، على الإطلاق، ودوافعنا لاختيار النظام، ضرورة استتباب الأمن على الحدود، وعدم وجود بديل يمكن التعويل عليه في ذلك وغيرِه من التحديات والمخاطر المحدقة حاليا.


أما نحن، بوصفنا أصحابَ رؤية سياسية متواضعة، وبوصفنا أشخاصا أسلموا زمام أمرهم، منذ الوهلة الأولى، إلى النظام الحاكم فإننا، مع الوقت وما نراه من نواقص وأخطاء هذا النظام، وما نقرأه ونستشرفه من مخاطر حالية ومستقبلية تواجه المجتمع والكيان، دبَّ فينا القلق وتزايد. ولسنا وحدنا في ذلك، بل إن مجموعات وأفرادا كثيرين يشاطروننا القلق وعدم الرضا.


لقد كنا نظن أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومن معه سيسْعَوْن ويَشْرَعُون – مع الوقت – في بناء نظام منسجم وفعال، وأنهم لن يقتصروا ويكتَفوا بإقامة سلطة سطحية، بلا قيادات ولا رجال مسؤولين ولا أدوار موزعة ولا مؤسسات حزبية أو مدنية ولا إعلام… كل ما نراه هو قرارات عشوائية وارتجالات تفتقر إلى الإنضاج في فُرْن النقاش السياسي والدراسة والتمحيص.


لم نَرَ أيَّ صيغة – مهما كانت بدائيتُها – للعمل السياسي وإشراك الأصدقاء والمخلصين في الرأي والقرارات السياسة. إن من أغرب المفارقات في السياسة، أن تجد نظاما سياسيا لا يسعى إلى خلق وتقوية أدواته. وأن يتمادى ويرتاح إلى انعدام صلة أو تنظيم أو جهاز للربط بينه و بين شعبه.


هذه المظاهر وهذه الوضعية، لا يمكن لمثلنا، ممن يقرأ المشهد أو يتطفل على السياسة، أن يرتاح لها ويطمئن. بل إن القلق على الوضع بلغ بنا حد التساؤل عن إمكانية بقاء النظام القائم؟


والجواب الموضوعي، هو – بلا شك – أن النظام الحالي لا يمكنه البقاء، إذا استمرت نفس الصيغ ونفس العلاجات الفوقية والتهديئية.


أما الجواب غير الموضوعي، فربما يكون مَردُّه الى المبالغة فى تقدير الاستقرار الحالى.


إن ما يتمتع به النظام من استقرار هو استقرار سطحي، ليس له سند في العمق أو أدواتٌ تضمنه، مما يجعله معرضا – في أي وقت – للهزات العنيفة والضربات الموجعة وحتى القاضية.


والحق، أن النظام إلى فترة قريبة، تزيد قليلا على العامين، كان، إلى حد كبير، ممْسكا بزمام المبادرة، لكنه بدأ من ذلك الحين يفقده، ثم زاد من ذلك إصابةُ الرئيس وفترةُ علاجه. ومن مظاهر فقدان النظام لزمام الأمور، أن عامة أقواله وأفعاله أصبحت عبارة عن ردات فعل على ما يفعله ويقوله الآخرون.


لقد فقد النظام زمام المبادرة بعد أن ظل يمسك خصومَه بأهداب عيونهم ثلاث سنوات أو أكثر.


إن أكبر خطإ يمكن لنظام سياسي أن يقع فيه، هو العزوفُ عن خلق وتقوية وتطوير أدواته السياسية، والإعراضُ عن النقاش السياسى وعدمُ اعتباره طريقا لتفادى الأخطاء والمآزق والضبابية.


قد يلاحظ النظام الحالي ضعفَ معارضته وعدمَ قدرتها على إسقاطه وهزه، ونحن متفقون معه في هذا التقييم، على الأقل في وضع المعارضة الحالي. لكنَّ الظنَّ بأنَّ المعادلة السياسية مقصترة على النظام والمعارضة الظاهرة، هو غلطٌ منهجيٌّ كبير، وسقوطٌ في فخ استراتيجيٍّ خطير، لأنه يُهمل العنصر الثالثَ الأهمَّ في المعادلة، ألا وهو “المجهول”.


فالمعادلة السياسية – حقيقة – تتألف من ثلاثة عناصر:


النظام الحاكم؛


المعارضة السياسية؛


المجهول.


والنظام الناجحُ الفَطِن، يوجِّه نظره وعمله إلى المجهول، قبل المعلوم (المعارضة)، لأن المجهول هو المعارضة الحقيقية دائمةُ القوة، البارِعةُ في انتهاز الفُرَص واستغلالِ الثغرات. وإلا فما الذي أسقط زينَ العابدين بنَ علي؟ هل هي معارضتُه الطافحةُ على السطح الناشطةُ في الداخل والخارج؟ لا، أبدا! وإنما أسقطه ذلك الغول الرهيب، الذي أطلقنا عليه – تَـجَـوُّزًا – “المجهول”. فلا زينُ العابدين، ولا حلفاؤُه، ولا معارضوه كانوا يحسبون له أيَّ حساب، حتى باغتهم وأربكهم وقهرهم.


وقبْلَ أسابيع، كادت الأمور تخرج عن السيطرة هنا في موريتانيا؛ وذلك بمجرد إشاعة كاذبة روَّجتها إحدى الجهات، مفادُها أن المصحف قدتم تمزيقُه في إحدى مقاطعات نُواكشوط. فلو خرج الغاضبون وقتَها إلى أماكن معينة، ووقع احتكاك جِدِّيٍّ بينهم مع السلطات، لكانت الأمور قد أخذت مجرى آخر، لا أحد يستطيع التنبؤَ بحجمه أو مآلاته…


نفس الشيء بالنسبة للتجمع الذي عقدته إيرا. وقبل ذلك مظاهرات أخرى بسيطة فى الأصل، لكنها قابلة للتطور نحو المجهول. إنها أمثلة صغرى، لا تُقارن بأشياء أخرى يمكن أن تحدث في أيّ وقت وبأيّ مناسبة.


إذا كان المجهول قانونا ثابتا في فن السياسة، فإن أول من عليه أن يُعنى به، بدون توان أو تَرَاخٍ، هو النظام الحاكم.


والسياسي الحكيم يتوجه بعقله وعقول مساعديه إلى ذلك العنصر الغاشم في المعادلة السياسية، بشِقَّيْها: الداخليِّ والخارجيِّ. لأن “المجهول” غُولٌ مفترسٌ مُخْتَفٍ وانتهازيٌّ، لا يتوقف نمُوُّه، ولا يمكن صَدُّه حين يُخرج رأسه.


يقول كلاوز فيتش: “إن الحرب موجهة دائما ضد الضعف البشري”.


والسياسة كممارسة، موجهة فى العمق – هي الأخرى – إلى ذلك الغول المختبئ.


أما بالنسبة للمآخذ العامة التي نأخذها على النظام – بوصفنا مجموعةً سياسية ذات رؤية خاصة بها – فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:


المأخذ الأول والأساس، هو مسألة اللغة، حيث إن هذا النظام لم يُحدث أي شيء في اتجاه استرجاع البلد للغته؛ وما زالت جيوب استعمار ية تنشط داخل المجتمع والإدارة، قاطعة الطريق على لغة البلد، فلا تكاد ترى دراسة أو عملا فنيا أو إداريا أو تجاريا باللغة الرسمية للبلد والمجتمع.


لقد قام المجتمع الموريتاني، بدءا من سنة 1979، بفرْض تعريب حقيقيٍّ للتعليم، رغما من الأنظمة الحاكمة، لكنْ، كيف تعاملنا مع تلك الأجيال من الأطُر والشباب والمثقفين المتخرجين على مدى 35 سنة من المدارس النظامية والمحاضر الموريتانية المعرَّبتيْن؟ ما مصيرهم؟ وهل ستبقى الدولة والإدارة واقفتيْن أمام هذه الأمواج من الموريتانيين المعرَّبين، والذين يشكل الشباب أكثر من 90 في المائة منهم؟ هذا الشباب الذي يريد النظام الحالي محاورته وإشراكه!


المأخذ الثاني على النظام يتركز في ما شهدته وتشهده الدولة من فقدان هيبتها والدس على أنفها وتحديها بكل صنوف الأقوال والأفعال.


والمأخذ الثالث، هو ما تعرفه الإدارة المركزية والإقليمية من ضعف متزايد وتخبُّطٍ وإهمال وارتجال ومحسوبية… أما المأخذ الرابع، فيتركَّزُ في التدهور الأخلاقي الشديد: في السياسة والتجارة والصحة والتعليم والمرور والإعلام… والذى من أوضح مظاهره وأشنع صنوفه إمكانية استيراد باخرة مَلْأى بالمواد الغذائية منتهية الصلاحية أو الأدوية المزورة… كل ذلك دون أيِّ معاقبة للمستورد والمسؤول المتواطئ أو المُهمل.


إنه لولا اطلاعنا على الساحة، لأضفنا مأخذا خامسا خاصا بنا، قلنا فيه إن النظام مُصِرٌّ على تجاهلنا الدائم والواضح وإبعادِنا عن الرأي والحكومة والإدارة والسياسة والاقتصاد…


لكن الموضوعية والنزاهة الفكرية تقتضي منا الاعترافَ بأن جميع المجموعات، وحتى الشخصيات المتمرِّسة، التى ساندت هذا النظامَ بتفان وإخلاص، منذ بزوغ شمسه يوم 6 آغسطس 2008، مهمَّشة هي الأخرى ومُبْعَدَة، ووصل الخطأ أو الخطَل فى النظرة، حَدَّ التنظير والتحجُّر، وأنَّ على السياسيين التنحِّي عن ساحة السياسة وأن الوقت قد حان ليحل محلهم خلق جديد… سيبدأ لا محالة لفترة غير قصيرة تعلم تلك الأبجدية العصية والقاحلة: أبجدية السياسة. إنه منطق لا يستقيم على قدمين.


لقد حَمَلَنا خوفُ الالتباس على العدول عن لغة الخشب ولهجةِ “البلطجية”.


إننا نعتبر أنفسنا جزْءا من النظام، وإن تَبَدَّى لنا – شيئا فشيئا – أن هذا الفهم إنما هو من جانب واحد، هو جانبنا. ولذلك نرى أن من واجبنا المشاركةَ، ولو بكلمة، فى الحيلولة دون بَتْر الأمل وضَيَاع المشروع.


لا شك أن بيننا وبين نفوسنا خصومةً عنيفةً. ولكنْ، وبعد تردُّدٍ، انتصر حُبُّ الحقيقة ونبذ الإرادة العاجزة. فبدون ذلك ستكون صداقتنا المفروضة خالية أو كالخالية من النفع.


وفي النهاية، كما أن كل تصرف وكلَّ قول فى هذه الفترة يمُتُّ بصلة إلى الاستحقاقات المقبلة، فإننا نترفَّع إلى مستوى الإرشاد المُلِحِّ – تجنُّبا لعبارة التحذير – وأن نجد أنفسنا عشيةَ الانتخابات الرئاسية محشورين فى نفس المربع، وكأن خمس سنوات من الحكم لا تلد ولا تستحق استخلاصات ودروسا.


فعلى الانتخابات المقبلة، لكي تكون ذات قيمة، أن تقضي على التأزمات الحالية وأن تفتح عهدَا جديدَا من الأمل والتفاؤل، وإلا فإنها ستكون بمثابة طقس مضلل لا طائل من ورائه”.


الرأي السياسي


المصدر.




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

موريتانيا توقع اتفاقيتين للتعاون مع تونس وتركيا في مجال الاتصالات والتقنيات الحديثة

نواكشوط/24 أبريل 2014/ومع/ وقعت سلطة التنظيم في موريتانيا، اليوم الخميس في نواكشوط، مع نظيرتيها في تونس وتركيا، اتفاقيتين للتعاون من أجل تبادل الخبرات وتنمية الكفاءات في مجال تنظيم الاتصالات والتقنيات الحديثة. وتروم هاتان الاتفاقيتان، اللتان تم التوقيع عليهما على هامش ملتقى تبادل الخبرات والتجارب بين سلطة التنظيم ونظيرتيها في تونس وتركيا، تبادل تكنولوجيا الاتصال وتشجيع الابتكار في هذا المجال من خلال تبادل الخبرات والمعلومات في إطار التعاون جنوب – جنوب. يذكر أنه تم على مدى يومين تنظيم ملتقى ثلاثي بالتعاون مع البنك الدولي قصد دراسة وتبادل الخبرات والتجارب حول نظم الإصلاحات القطاعية، من بينها توزيع رخص الجيلين الثالث والرابع وتنمية هذه الشبكة، فضلا عن النظم المرتبطة بمجال الأنترنت وتقاسم الأدوار بين سلطة التنظيم وغيرها من السلط المعنية ومكافحة الممارسات الضارة بالمنافسة. وشكل الملتقى النسخة الثانية بعد ملتقى أنقرة المنعقد في نونبر 2013 الذي جمع سلط التنظيم في كل من تونس وتركيا وموريتانيا.


المصدر.




Filed under: موريتانيا, أخبار, تونس Tagged: موريتانيا, تونس, تركيا

Thursday 24 April 2014

موريتانيا تعتزم تنظيم حملة لتحصين حوالي مليون ونصف من مواطنيها ضد وباء التهاب السحايا

نواكشوط / 23 أبريل 2014/ ومع/ تعتزم موريتانيا إطلاق حملة في أكتوبر المقبل تهدف إلى تلقيح حوالي مليون وخمسمائة ألف من الموريتانيين المتراوحة أعمارهم ما بين سنة و29 سنة ضد وباء التهاب السحايا. وقد تم الإعلان عن هذه الحملة، أمس الثلاثاء في نواكشوط، من طرف هارونا مامودو جنغارى، المسؤول عن مكافحة التهاب السحايا بمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا الغربية، الذي يزور موريتانيا حاليا لدعم جهودها في محاربة هذا المرض الفتاك. وأشار هارونا، إلى أن اللقاح يستهدف بالأساس الحزام المعروف بالتهاب السحايا، والممتد من موريتانيا إلى إثيوبيا، ملاحظا أن الحالات المصابة بهذا الوباء بلغت عام 1996 حوالي 250 ألف حالة نجمت عنها 25 ألف حالة وفاة. وذكر بأن كلفة حملة التلقيح لتحصين الأطفال والمراهقين لمدة عشر سنوات، يتحملها التحالف الدولي للتلقيح.


المصدر.




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

Wednesday 23 April 2014

كيف أذعنت قطر؟


JPG - 5.3 كيلوبايت

الاعلامي علي الظفيري


نعم، لقد رضخت قطر أخيراً، وعادت للحظيرة الخليجية، ستطرد القرضاوي، وكل الإخوان المسلمين الذين يقيمون على أرضها، وكل من تشتبه في انتمائه للإخوان، وستتوقف قناة الجزيرة عن تغطية الشأن المصري، ولن تصف الانقلاب العسكري بأنه انقلاب، ستقول عنه مثلا إنه ثورة تصحيحية، أو لنقل صحوة ضمير للمؤسسة العسكرية


، التي رأت – بعد ستين عاماً من حكمها للبلد- ضرورة شطب هذا العام الديمقراطي الاستثنائي الشيطاني الإرهابي، والعودة لما كانت عليه الأمور من رخاء واستقرار وازدهار، وقطر ستعود مرة أخرى للسرب الخليجي، ولن تكون شوكة في خاصرة المجلس وأمنه وقوته، فدعم الديمقراطيات الناشئة في عالمنا العربي أكبر خطر على منظومة المجلس، وليس إيران أو إسرائيل أو السياسات الأميركية التي تمنع أي أحد من الخروج من دائرة التخلف والضعف، ولا تسمح سوى لإسرائيل بذلك.


لو اكتفيت بالفقرة أعلاه عزيزي القارئ، لوجدت الأمر على هذا النحو في الإعلام الذي تناول المصالحة الخليجية، فوسائل إعلام كثيرة – ومحددة – قدمت الاتفاق على هذا الشكل، إذعان قطري، وحالة رعب قطرية دفعت الدوحة للعودة إلى طاولة التفاوض، والقبول بكل شيء، كل شيء كما أوضحت الصحافة العزيزة والمهنية والراغبة بالتوافق والمصالحة وإنهاء خلافات البيت الواحد! لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، غريب؟ نعم غريب، كل شيء في عالمنا العربي غريب، وفي أخلاق بعض الصحافة أكثر غرابة، وهو غريب لأسباب، فلا القرضاوي طُرد من قطر، والصورة التي راجت له في تونس كانت في زيارة قديمة، قبل شهرين تقريبا، وهو مواطن قطري، ووجوده في هذا البلد غير قابل للنقاش، وهذا ليس موقفا أو تحديا أو أي شيء، إنه الوضع الطبيعي لو انتبهنا، كما أن الدوحة كما فهمت لن تغير موقفها من الانقلاب في مصر، ثم من قال: إن سحب السفراء كان بسبب الأوضاع في مصر، ألم يكن بسبب أمن دول الخليج وقضايا داخلية! ومن تحدث عن موقف الجزيرة من الانقلاب؟ هل طالبت الدول التي سحبت سفراءها بشيء من هذا القبيل؟


ألف مرة تحدثنا عن الخلاف السياسي، وضرورة بقائه في دائرة العمل السياسي، وهذا ما قامت به كل من السعودية وقطر في إدارة خلافهما، وهو الخلاف الذي راهنت على انتهائه سريعا، وحدث تماما ما توقعت، لأن البلدين تعاملا مع المسألة بعقل سياسي، وليس بالشتائم والحملات والإهانات والتعريض، لكن بعض وسائل الإعلام، والتي لا تعبر عن المصلحة الوطنية الحقيقية، بل مصالح ملاكها والعاملين فيها، أرادت الأمر على نحو آخر، لم يكن لديها عمل في هذه الدنيا سوى قطر، ولو حظرت استخدمها لكلمة قطر، لما وجدت مادة صحفية تستحق المتابعة، وهي الوسائل التي حرضت قبل الخلاف، وازدهر عملها أثناء الخلاف، ودخلت في مأتم بعد انتهائه، بل وحاولت التخريب بكل ما أوتيت من قوة على أجواء المصالحة، فترديد الحديث عن الإذعان والتنازل – بلهجة المنتقم والحاقد والراغب بعدم التوصل لاتفاق – كانت واضحة المقاصد، وقد فشلت في ما كانت ترمي إليه، وسقطت بكل حقارة أمام الجمهور، وأعني الجمهور العام، فهناك من يعرف أهداف هذه الوسائل من اليوم الأول الذي انطلقت فيه.


هل أذعنت قطر؟ لا لم تذعن، ولم يكن الاتفاق والمصالحة إذعانا من أحد لأحد، إنه اتفاق إخوة وشركاء في منظومة واحدة، وقد تنازل الجميع للجميع، والتنازل في هذه الحالات رفعة وعزة، وليس مهانة، إنك تبحث عن رضا أخيك فتقدم له ما تستطيع تقديمه، دون أن يكون ذلك على حساب موقفك وتقديرك وكرامتك، ومن لا يفعل ذلك لا يستحق الأخوة.


المصدر


الاعلامي العربي علي الظفيري




Filed under: أقلام التغيير, أخبار Tagged: أقلام التغيير

الإفراج عن متهم بالانتماء للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي

الإفراج عن متهم بالانتماء للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أفرجت السلطات الموريتانية، مساء اليوم الأربعاء، عن السجين السلفي سيدي ولد سيدي عالي، الذي ينحدر من شمال مالي (أزواد)، بعد شهر من إصدار حكم ببرائته من تهم تتعلق بالانتماء لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.


ومن ضمن التهم التي وجهت إلى واد سيدي عالي، بيع معدات تستعمل في صناعة المتفجرات لمجموعات مسلحة محسوبة على القاعدة.


وكان ولد سيدي اعتقل قبل سنة، قبل أن يحاكم ليبرئه القضاء الموريتاني من التهم المنسوبة إليه، منذ قرابة شهر.


ويقضي عشرات السجناء السلفيين محكوميات متفاوتة في السجون الموريتانية بتهم تتعلق بالانتماء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.


1iMObHz


المصدر




Filed under: أخبار

عاجل: مسلحون في مالي يعلنون مقتل رهينة فرنسي

عاجل: مسلحون في مالي يعلنون مقتل رهينة فرنسي

أفادت قناة فرانس 24 أن مسلحين بشمال مالي أعلنوا مقتل الرهينة الفرنسي جيلبيرتو رودريغيز ليال.


أفادت قناة فرانس 24 أن مسلحين بشمال مالي أعلنوا مقتل الرهينة الفرنسي جيلبيرتو رودريغيز ليال.


ولم تكشف المصادر التي أوردت الخبر مساء اليوم الثلاثاء تفاصيل أكثر حول ملابسات مقتل الرهينة، فيما لا تزال السلطات الفرنسية تلتزم الصمت حيال الموضوع.


ونقلت وكالة فرانس برس عن يورو عبد السلام العضو في “التوحيد والجهاد” قوله في مقابلة قصيرة عبرة الهاتف : “نعلن مقتل رودريغيز، وقد قتل لأن فرنسا هي عدونا”.


ولم يعلن عبد السلام عن ظروف مقتل الرهينة الفرنسي.


ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الحكومة الفرنسية. وكذلك عائلته التي اعتادت نشر ما يتعلق به عبر حساب على موقع توتير.


وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قد أعرب أول أمس الأحد عن قلق فرنسا الشديد حيال وضعية رودريغيز.


وتقول مصادر أخرى إن الرهينة الفرنسي المنحدر من منطقة لوزير، كان يعاني من المرض، وهو ما يطرح فرضية إمكانية أن يكون قد توفي بسبب عدم وجود الدواء والعلاج. لكن لا تأكيدات بهذا الخصوص حتى الآن.


وكانت “جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، قد اختطفت “جيلبيرتو رودريغيز ليال” قبل أكثر من عام، عندما كان يعبر الحدود الموريتانية متوجها إلى مالي، ومنها إلى التوغو عبر سيارته. وظهر في شريط فيديو نشر يوم 25 نوفمبر 2012، بعد أيام قليلة على اختطافه.


1iGOV0F


المصدر




Filed under: أخبار

Saturday 12 April 2014

تهديد جديد لأمن الإنترنت ودعوات إلى تغيير كلمات المرور

تهديد جديد لأمن الإنترنت ودعوات إلى تغيير كلمات المرور

قدم عدد من شركات التكنولوجيا ومواقع الانترنت دعوات لمستخدميها بتغيير جميع كلمات المرور (الباسوورد) الخاصة بهم، عقب اكتشاف ثغرة أمنية كبيرة.


وأعلن في الولايات المتحدة عن اكتشاف خلل في تقنية التشفير المستخدمة في كبرى مواقع الانترنت الرئيسة في العالم، الأمر الذي يجعلها عرضة للقرصنة، وأشار خبراء إلى أن الثغرة الأمنية تعد أحد أخطر العيوب المكتشفة في عالم التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة.


وتوجد تلك الثغرة في برنامج يسمى “أوبن إس إس إل” OpenSSL، وهو برنامج تشفير مشهور، يستخدم لتحويل البيانات الحساسة المختلطة إلى رقمية، عندما تمر من وإلى الخوادم، لذلك فإن مزودي الخدمة ومستلمي البيانات هم فقط من يمكنهم الشعور بها.


وإذا كانت هناك مؤسسة تستخدم برنامج “أوبن إس إس إل”، فإن المستخدمين يرون أيقونة قفل على متصفح الويب الخاص بهم، على الرغم من أن هذا يمكن أن يحدث أيضا من خلال منتجات منافسة.


جاء اكتشاف هذا الخلل الخطير في الأمن الإلكتروني من خلال باحثين في شركتي غوغل وكودينوميكون أصدروا تحذيرات خاصة بهذا الأمر، وأطلقوا عليه لقب “جرثومة القلب النازف” أو “هارت بليد بغ”، وقالت الشركتان :”إذا ما نسخ المهاجمون هذه المفاتيح، يمكنهم سرقة أسماء وكلمات مرور مستخدمي الخدمات، وكذلك نسخ بياناتهم وكذلك إنشاء مواقع خداعية، ستظهر بصورة شرعية، لأنهم يستخدمون نفس الوثائق المسروقة”.


وقالت شركة كودينوميكون على موقع خاص أنشأته يحمل اسم وشعار الجرثومة (heartbleed.com) لتقديم معلومات كافية عن هذا التهديد الالكتروني:”لقد اختبرنا بعض خدماتنا من منظور المهاجم، هاجمنا أنفسنا عدة مرات من الخارج دون ترك أثر”.


وقال آري تاكانين، رئيس قسم التكنولوجيا بشركة كودينوميكون :”إذا قام البعض بالدخول إلى خدمة خلال نافذة ضعيفة (قابلة للاختراق)، عندها توجد فرصة للحصول على كلمة المرور بالفعل”، لذلك فإنها فكرة جيدة “تغيير كلمة المرور في كل بوابات الويب المحدثة”.


وكانت وزارة الأمن الداخلي الأميركي أصدرت قبل يوم من إعلان الثغرة الأمنية الإلكترونية توصية للشركات بمراجعة خوادمها لمعرفة إذا كانت تستخدم نسخا مخترقة من البرنامج المستهدف، وقالت الوزارة إن التحديثات متاحة بالفعل لمواجهة ضعف برنامج OpenSSL ، الذي قد يتيح لمهاجمين عن بعد الوصول إلى بيانات حساسة بما في ذلك كلمات السر والمفاتيح السرية التي تفك شيفرة المرور عبر الانترنت.


من ناحية أخرى، يبدو أن شركة “ياهو” لم تكن ضمن قائمة المتأثرين بهذه الثغرة الأمنية، حيث ذكر متحدث باسم الشركة: “فريقنا نجح في إنجاز التصحيح الملائم فيما يخص ياهو، الصفحة الرئيسة لياهو، محرك بحث ياهو، بريد ياهو، صفحة ياهو للمال، ياهو للرياضة، ياهو للطعام، ياهو تك، وكذلك في فلكر وتمبلر، ونعمل على تنفيذ الإصلاحات عبر بقية مواقعنا الآن..


كلمات مرور جديدة. إلا أن مدونة “تمبلر” التابعة لشركة “ياهو”، نصحت جمهور المستخدمين بتغيير كلمات المرور التي يستخدمونها على النت، وقالت: “قوموا بتغيير كلمات المرور الخاصة بكم في كل مكان، خاصة في الخدمات التي تتطلب درجة تأمين عالية مثل البريد الإلكتروني، وتخزين الملفات والحسابات المصرفية”.


وكانت لهذه الثغرة تداعيات على وكالة جمع الضرائب الكندية، التي أوقفت خدماتها عبر الانترنت، “حتى إجراء تأمين كامل لكل المعلومات الموجودة لديها” نسخ المفاتيح، وجاء ذلك عقب الأخبار التي تحدثت عن وجود منتج يستخدم لحماية المعلومات، ربما يكون كشف عن السماح بالتنصت.


ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الاستخدام وقع قبل الكشف، وعند ذلك لن يترك أثرا، إلا إذا نشر القراصنة ما حصلوا عليه على الانترنت.


وعلى الرغم من هذه الضجة في محيط الأمن الالكتروني، إلا أن أحد الباحثين بجامعة كامبريدج، أوضح أنه سيكون رد فعل مبالغا فيه إذا طالبنا كل شخص بأن يترك ما عمله أو ما يقوم به لتغيير كلمة المرور، لكن مع هذا يجب أن تظل المخاوف موجودة، ويبقى التغيير في كلمات المرور وتحديثها بين الفينة والأخرى أحد العوامل التي تساعد في تأمين كافة الحسابات الالكترونية الخاصة من خطر القرصنة بكل أشكالها.


Source




Filed under: أخبار

القنوات الاخبارية تسبب “أزمات” في البيوت الموريتانية

القنوات الاخبارية تسبب

ظل التلفزيون في موريتانيا إلى حد قريب وسيلة الترفيه السحرية التي تجتمع لمشاهدتها الأسرة الواحدة، منتظرين بفارغ الصبر الساعة التي سيتابعون فيها معا المسلسل التاريخي أو المدبلج أو الفيلم أو البرنامج الترفيهي، وأحيانا نشرة الأخبار الوحيدة.


كانت جل أحاديثهم وتعليقاتهم حول بطل الفلم أو بطلته تختلف، باختلاف أمزجتهم وعواطفهم، فالأم تتعاطف مع البطلة المظلومة والمنكسرة، والأب يتعاطف مع البطل الذي يصارع الموت من أجل البقاء، بينما يتوزع اهتمام المراهقين و الأطفال بين هذا وذاك.


ظلت برامج التلفزيون إلى حدود نهاية الألفية الثانية في موريتانيا الأداة التي تجمع معظم الآراء على أنها توفق بين الرجل والمرأة والطفل المراهق، ربما نظرا لقلة توفر القنوات التي تبث من جهة، وعدم تدفق المعلومة الإخبارية السريعة من جهة أخرى، ومن هنا كان الناس باختلاف أجناسهم وأعمارهم يجتمعون على التأقلم مع المتاح فقط.


ومع الطفرة الإعلامية بداية الألفية الثالثة وكثرة انتشار البرامج و القنوات الترفيهية والإخبارية، أصبح المتَـلقي يحتاج لنوع من العصف الذهني لاختيار أي قناة يتابع، بعد أن بات من المتعذر عليه الاستمتاع بمتابعة مريحة بسبب تعدد الخيارات التي أصبحت تربكه، وتجعله في حيرة من أمره إزاء كل هذه القنوات، “التي لا يعرف أي منها الأكثر ملائمة للمتابعة” يعلق أحد الإعلاميين.


كما اتسعت الهوة بين اهتمامات الرجل والمرأة، وذلك بحكم اختلاف أذواقهما ودوافعهما، إلى درجة أصبحت معها المرأة الموريتانية تصنف بعض القنوات الفضائية على أساس أنها العدو اللدود، لكون هذه الأخيرة أصبحت تنافسها في الاستحواذ على اهتمام الرجل الذي تعتقد بأن لها الحق وحدها في امتلاكه، ومن أكثر القنوات التي تكرهها المرأة الموريتانية بشكل كبير قناة الجزيرة الإخبارية، وملحقاتها الرياضية، وقناة العربية وبقية القنوات الأخرى ذات الطابع الإخباري، والقنوات الموريتانية الجديدة، التي تركز في الغالب على الشأن السياسي، بينما تحظى قنوات أخرى مثل MBC وLBC و(حنبعل) باهتمام كبير لدى الفتيات الموريتانيات.


فاطمة بنت ابراهيم طالبة جامعية، قسم القانون تقول بأن مشاهدة القنوات الإخبارية تعرضها للإصابة بالدوار وتقلصات في المعدة، بسبب رتابتها، والشعور بالملل الذي ينتابها حين تتابع نشراتها الإخبارية بصفة خاصة، وترى أن جل برامج هذه القنوات “لا تتناول سوى أخبار الحروب والدمار والموت والسياسة، وهي أشياء لا أتذوقها على الإطلاق”، بحسب تعبيرها.


أما مريم، ممرضة اجتماعية، فترى بأن القنوات الإخبارية أصبحتا تنافسها في زوجها، لأنه كما تقول لم يعد يوليها أدنى اهتمام بسبب هذه القنوات، “فما إن يعود إلى البيت حتى يتربع أمام جهاز التلفاز المثبت على قناة العربية أو الجزيرة التي يهيم بها عشقا، حتى أنه يفرض علينا أثناء مشاهدته لنشرة الأخبار جوا من الصمت الذي لا يطاق، وبهذه الوضعية استحالت حياتي جحيما ينضاف إلى جحيم العمل اليومي في المستشفى، وقد اضطررت غضبا في أحد الأيام إلى دفع جهاز التلفزيون من فوق الطاولة حتى وقع على الأرض” كما تقول.


من جهتها عيشة صاحبة مطعم شعبي بحي (توجنين) تذهب أبعد من ذلك، حين تقول بأن الدافع وراء إدمان زوجها مشاهدة القنوات الإخبارية، ليس البحث عن الأخبار، بل هي الرغبة في مشاهدة المذيعات اللواتي يخلبن لبه، وتستطرد قائلة :”لقد فاجأني في أحد الأيام بتعليقه على فستان إحدى المذيعات، قائلا إن الفستان الذي تلبسه تلك المذيعة جميل جدا، فصفعته بشدة على الخد بسبب تحديه لكرامتي” وأضافت “أنا أدرك أن تعليقه على الفستان ليس سوى مجرد تمويه يخفي به إعجابه بالمذيعة، كما لو أنه يريد أن يقول هذه المذيعة التي تقدم نشرة الأخبار جميلة”.


فتيات مراهقات يدرسن بثانوية “البركة” الحرة يقلن بأن الوقت الذي يتمتعن فيه بمشاهدة ما يرغبن في متابعته، كالأفلام والمسلسلات وأغاني الفيديو كليب هو حين يكون الأب غائبا عن المنزل، لأنه عندما يأتي سيغير الجهاز إلى القنوات الإخبارية، أو أي نشرة أخبار أخرى بإحدى القنوات، “وأنا أعجب من كونه لا يصاب بالملل جراء متابعة هذه القنوات” تقول الفتاة( آمال) ضاحكة بصوت مرتفع!.


رأي آخر لإحدى السيدات المثقفات وهي أستاذة بكلية الآداب في جامعة نواكشوط، تقول إن بعض القنوات كالجزيرة أو العربية أو بي بي سي أو فرانس 24، أصبحت تلعب دور الضرة في حياة المرأة الموريتانية، مما تسببت في كراهيتها.


وتعلق متسائلة :”كيف بامرأة أن تقبل التعايش مع ضرتها في نفس المنزل، وتحت نفس السقف، فجل أحاديث الرجل أصبحت من قبيل قالت القناة الفلانية وأوردت قناة أخرى، والمرأة كما تعلم كائن حساس جدا ويفضل أن يشعر بالاهتمام من قبل الرجل، وإذا كان هذا الأخير مفقودا لأمر معلوم، فمن الطبيعي أن تكره المرأة ذلك الشيء الذي تراه منافسا لها في بيتها، ومن حقها أن تحاول إزالته من حياتها”.


وتضيف :”أنا شخصيا لم أصل إلى تلك الدرجة من الكراهية، ربما لأنني أشاهد هذه القنوات في بعض الأحيان”.


بعض الرجال أعربوا عن استيائهم من عقلية زوجاتهم، واعتبروا أن مشاهدة هذه القنوات تساعدهم كثيرا في الهروب من سخافة المرأة وأحاديثها التافهة من قبيل : قالت صديقتي وقال الجيران وشاهدت بمنزل أهل فلان واستمعت إلى كذا، فهذه يقول إبراهيم “أحاديث مملة ولا يمكن التغلب عليها إلا بمتابعة تلك القنوات التي تخرجني بعيدا عن هذه الأجواء، التي تعقدت بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية، ومن شأن مشاهدة هذه القنوات على الأقل أن تشعرنا بأننا لا نعيش وحدنا، هذه المشاكل، كما أنني في بعض الأحيان أمل من المماحكة مع زوجتي، فاضطر إلى البحث عن مكان أشاهد فيه نشرة الأخبار وأترك لها التلفزيون”.


إلا أن بعض الرجال من جهة أخرى اعترفوا بأنهم لا يرغبون في المرأة التي تدس أنفها في كل كبيرة وصغيرة ، “لأن ذلك من شأنه أن يفقدها الدلال و الأنوثة” يعلق محمد- شاب ثلاثيني- مضيفا:”أنا لا أرغب في امرأة تطارحني الآراء و التعليقات حول بعض الأمور، التي هي من صلب اهتمام الرجل، فهي لها قنواتها الخاصة كـاستار أكاديمي وروتانا، تلك التي تعرض ما يتلاءم مع شخصيتها من المسلسلات والأفلام والأغاني التي تعالج قضايا الحب والزواج والطلاق والفضائح الاجتماعي”.


أحد أخصائيي علم الاجتماع برر لصحراء ميديا عدم رغبة معظم النساء في متابعة القنوات الإخبارية بتطلع العائلات والمجتمع في الحفاظ على الصورة النمطية للمرأة، تلك الصورة التي يستمدها من بعض التفسيرات التي تتكئ على الدين الإسلامي مثل القول الشائع :(المرأة من بيتها إلى قبرها) و(المرأة ناقصة عقل ودين ) فالرجل ذو الصفات “الشرقية” لا يزال يرفض مزاحمة المرأة له في العمل والاهتمامات والآراء، لأنه يراها قاصرة عن فهم العديد من المسائل التي لها علاقة بالرأي العام، ويرغب في رؤيتها كذلك.


وهذه يقول من الأسباب التي تقف وراء تخلف المجتمع، لأنه مادام أكثر من نصفه مشلولا تبقى أي نهضة أو تطور أمرا غير وارد، يضاف إلى ذلك أن العديد من النساء لا يكلفن أنفسهن عناء متابعة بعض البرامج الجادة التي تبثها بعض القنوات، كتلك البرامج التي تتحدث عن أساليب تربية الطفل أو طرق التعامل مع المراهق ولا حتى تلك التي تساعد في التفاهم الزوجي، مضيفا :”أعتقد أن المرأة استسلمت لتلك النظرة وباتت ترفض أن تتعاطى مع أي مجال مغاير لذلك المسار الذي تبتغي فيه الراحة والدلال، اللهم في حالات نادرة جدا”.


المصدر




Filed under: أخبار

نواذيبو..متناقضات في ضيافة الأطلسي على مائدة بيضاء

نواذيبو..متناقضات في ضيافة الأطلسي على مائدة بيضاء


تقوست خلجان المياه فغطت ثلثي اليابسة في المدينة التي ترقد بين الرمل والبحر..يرقص السلمون رقصة النهاية قبل أن تتلقفه الصحون، ويتهافت الأهالي على وجبات من اللحوم البيضاء الطرية، ثم يتهادون على خرير الماء القادم على أكتاف الموج فيخرون نوما في ساعة متأخرة من ليل نواذيبو الذي لا يعرف الكلل.


بالكاد يتوقف نبض المدينة الساحلية، حيث يؤمها المصطافون من أرجاء البلاد هربا من حر المدن الصحراوية. يرخى الليل سدوله فينطلق سمرُ المنهكين من يوم طويل من العمل.


تمخر سفن الصيد عباب الأطلسي، مفتشة عن صيد ثمين تظفر به الشباك، ويخرج أفراد الدرك والشرطة في سمر يختلف قليلا عن سهرات الناس العاديين مفتشين على طريقتهم عن قراصنة يصطادون في المياه العكرة، لمدينة عصب الحياة فيها أسماك تمتلئ بها شواطئها. إنهم يحرسون البوابة الشمالية الغربية لموريتانيا، ويطاردون أشباحاً في غياهب “الغيران” و”كانصادو” وأزقة المدينة الحبلى بالمتناقضات.


نواذيبو مدينة الأحلام لجاليات أجنبية تبحث عن مرسى يقترب من مرافئ لاس بلاماس، وجزر الخالدات حيث يتمنى هؤلاء الخلود..يركبون زوارق شراعية خلسة فيلقون بأنفسهم نحو المياه الاقليمية للمملكة الأوربية المجاورة، وكثيرا ما يلقون حتفهم قبل أن يتلقفهم حرس الموانئ أو تلقي بهم المراكب الشراعية في أعماق البحر لتقتات من أجسادهم القروش، في نهاية دراماتيكية مثيرة.


منحتها طبيعتها وتعدد الأنشطة الاقتصادية فيها جاذبية كبيرة لعشرات الآلاف من أبناء افريقيا جنوب الصحراء، يمارسون أعمالا حرفية مختلفة، بينما تزدهر محلات الحلاقة والخياطة في صيف كل عام مع قدوم الآلاف من البحارة العائدين من رحلة صيد وإبحار منذ زهاء السنة.


يغتنم الصيادون والبحارة الراحة البيولوجية للبحر كي يعودوا إلى قراهم وبلداتهم في المدن والأرياف الداخلية محملين بالهدايا، فيضيفون لنشاط المدينة روحا جديدة تبيت على أثرها المحلات ساهرة طوال أيام العودة من البحر إلى اليابسة.


تعرضت نواذيبو خلال السنوات الأخيرة لتركيز إعلامي منقطع النظير، فهي التي كانت ولفترة، عاصمة المهاجرين غير الشرعيين الذين تسللوا عبر النقاط الحدودية لأرض مترامية الأطراف. وفي المدينة شيدت مراكز لإيواء العيد من المهاجرين الذين أحبطت محاولاتهم الفرار باتجاه الجزر الاسبانية التي يتمنون أن يصلوها، ولو أشلاءً.


ازداد الاهتمام بالمدينة الشاطئية بعد 2005، ومع الحديث عن المخدرات، حيث حطت بها أولى طائرتان تأكد أن حمولتهما هي من المخدرات ..فجذبت الأنظار من جديد، وبات السكان يخشون أن تلتصق صفات المدن الكولومبية بمدينتهم الوديعة.


تحولت المدينة إلى منطقة حرة تطمح أن تكون قطبا اقتصاديا اقليميا كبيرا، وبحكم موقعها أصبحت منطقة استقطاب للتجار، لوجود جنسيات عديدة تعمل في المبادلات التجارية ..السوق الكبير في المدينة حيث تختلط الأجناس وتتعالى أصوات الباعة والمشترين، ولاشيء مستحيل في أسواق نواذيبو.. بع ما شئت لمن شئت، فالمهم حزمة نقود تعود بها إلى بيتك كل مساء.


من ركن آخر، ينطلق القطار الأطول من نوعه في العالم والمملوك للشركة الوطنية للصناعة والمعادن (اسنيم) في رحلته باتجاه مدينة أزويرات المنجمية.


تصطك القاطرات وهي تتحرك في سباق مع الزمن لتضع حمولتها التي اختلط فيها البشر بالحجر و الماشية، وتشحن السيارات ذات الماركات البلجيكية والفرنسية والألمانية على متنه، حتى لكأنه يقول “هل من مزيد؟”.


على طول طريق السكة الرابط بين المدينتين، يتنازل في كل تلك المحطات المتناثرة بعض الركاب عن حصته من القاطرة لبديل كان لساعات ينتظر وصول المركبة التي تجوب القرى والتجمعات السكانية الموجودة بجوار السكة الحديدية.


وعند الوصول إلى ازويرات تفرغ الحاويات من حمولتها، وتكون في جاهزية تامة لاستقبال خامات الحديد من تلك المدينة، تتراءى الجبال الداكنة من بعيد كأنها سحابة مزن توشك أن تنزل غيثا، وبالوصول إليها تتهجم الحجارة متحولة إلى سواد حالك.


من هذه الحجارة المنتقاة من كبد الجبل تولد خامات معدنية، حيث تشهد خلال العام اضطرابا في الأسعار على المستوى الدولي. يحرك القطار ذيله باتجاه الحفارة التي تغرز أنيابها في جوف “الكدية” فتتصاعد ألسنة الغبار ،بينما تشرع فيالق العمال في تدليك الحجارة وتنظيمها على ظهر القاطرات التي خصصت لشحن الحديد إلى ميناء التصدير بنواذيبو، في رحلة العودة.


يعود استغلال خامات الحديد لعقود خلت، مثلما عاصرت الثروة السمكية نشأة المحيط الاطلسي قبل ملايين السنين، وبحكم الجاذبية التي تتميز به العاصمة الاقتصادية استوطنها عشرات الآلاف من أبناء المدن الموريتانيين، وهم يمارسون أنشطة تجارية، حيث تستقطب المدينة اليد العاملة في الصيد وفي المعادن. وإضافة إلى ذلك يتشكل مجتمع الولاية من جنسيات مختلفة أغلبها قادم من افريقيا جنوب الصحراء، بينما يوجد أبناء جاليات من الشعوب الصفراء ذات الأعين الصغيرة، يابانيون وصينيون وكوريون، سكنوا البحر فازدادوا شغفا به لما يمن عليهم من نعمة، فأسسوا شركات لصيد السمك الموريتاني الذي يتمتع بجودة عالية.


وتصدر موريتانيا عبر ميناء نواذيبو معظم الأسماك إلى أوروبا واليابان. ونسج أبناء الفسيفساء الأجنبية المشكلة لنواذيبو، صداقات حميمة مع المجتمع الذي يعيشون في كنه، وهم يعملون ليل النهار للاستفادة من البحر.


تملك موريتانيا شواطئ غنية بالثروة السمكية، ويشتغل بها العديد من المواطنين.. إنها السلعة التي ظلت منذ استقلال البلاد تدر على الموازنة العامة مبالغ كبيرة من العملة الصعبة، وهو ما جعلها تحظى باهتمام متزايد من لدن السياسات الحكومية.


الميناء المشيد وفق أحدث التقنيات يشهد حركة دائبة في الليل وفي النهار، والشباك تلقى هنا وهناك زوارق الصيد التقليدي تيمم صوب البحر عائدة كل يوم بما أتاحت لها رياحه من سمك يوزع في أسواق المدينة وينقل بعضه إلى العاصمة نواكشوط. بيد أن للأسماك طريقا آخر فأساطيل الصيد الأوروبية، والتي تتمتع باتفاقيات مع الحكومة تغرف بواخرها كميات كبيرة قصد التصدير إلى موانئ أوروبا واليابان، وتستحوذ القارة العجوز، والقارة الصفراء على معظم الصادرات السمكية.


المصدر




Filed under: أخبار

اثنا عشر ألف جندي دولي لانقاذ مسلمي افريقيا الوسطى

اثنا عشر ألف جندي دولي لانقاذ مسلمي افريقيا الوسطى

وافق مجلس الأمن الدولي على إرسال 12 ألف جندي من القبعات الزرق إلى أفريقيا الوسطى التي تشهد مجازر وأعمال عنف عرقية ودينية متواصلة منذ أشهر، خاصة بين المسلمين ومجموعات “آنتي بلاكا” المسيحية.


وصوت مجلس الأمن الدولي أمس الخميس بالإجماع على تشكيل قوة حفظ السلام لوقف عمليات التطهير العرقية بين المسيحيين والمسلمين التي قالت الأمم المتحدة إنها تنذر بالتحول إلى عمليات إبادة.


وأقر المجلس تشكيل القوة التي ستعرف اختصارا باسم “مينوسكا” من زهاء عشرة آلاف جندي و1800 رجل شرطة و20 ضابط سجون.


وفوض المجلس أيضا القوات الفرنسية في الجمهورية لدعم قوة حفظ السلام.


وتنضاف هذه القوى إلى حوالي 6 آلاف جندي تابعين للاتحاد الافريقي، يوجدون حاليا في افريقيا الوسطى، التي تشهد هجمات ممتالية ضد الأقلية المسلمة، بعد أن سيطر متمردون مسلمون على السلطة لفترة، قبل مغادرتها اثر اتفاق سياسي.


المصدر




Filed under: أخبار

حوالي 44 ألف لاجئ مالي لا زالوا مترددين في العودة لبلادهم

حوالي 44 ألف لاجئ مالي لا زالوا مترددين في العودة لبلادهم“تي شيرت” وبنطال من الجينز وحذاء بلاستيكي.. ذلك كل ما يضعه “هادى محمد” على جسده النحيل من ملابس. إنه لاجئ مالي بالنيجر في الثانية والعشرين من عمره، يتقلد مهام رئيس لجنة اللاجئين الشباب.


ومع غروب شمس كل يوم، يقوم “هدى” بتجميع الشباب المالي لإحصاء مشاكله بهدف رفعها فيما بعد إلى المسؤولين عن مخيم “مانغايزي” الواقع على بعد 145 كيلومتر من “نيامي” عاصمة النيجر.


هو كغيره من أبناء وطنه وجيرانه يحلم بمعانقة طريق العودة إلى مالي يوما ما، للانضمام إلى الأربعة آلاف لاجئ الذين فضلوا الرجوع، وفقا لبيانات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.


حكاية “هادى” تحمل في تفاصيلها الكثير من الشجن والمحن.. فاجترار ما حدث معه خلال أزم الصراع المسلح الذي شهده شمال مالي العامين الماضيين، يوقظ بداخله “ذكريات أليمة” ، كما يروي.


قبل ذلك، كان يتابع دراسته الجامعية في اختصاص الآداب بجامعة مدينة كيدال شمال شرقي، ثم كان عليه أن يتخلى عن دروسه لنجدة والديه العالقين بمدينة “ميناكا” بمنطقة “غاو”. في شمال البلاد حيث اندلعت الحرب على الجماعات المتشددة إثر التدخل الفرنسي العسكري العام الماضي.


ويتذكر هادي: “حين وصلت غاو لم أعثر سوى على”ركام المباني، حيث اختفى كل شيء بما في ذلك والدي”..


“كان علي مغادرة البلاد نحو مدينة بانيبانغو الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر شمالي غرب العاصمة النيجرية نيامي.. وهناك، عثرت على والدي” يكمل الشاب.


هادي ينتظر اليوم كغيره من أقرانه الحصول على مساعدة بغية العودة إلى مالي ومتابعة دروسه.. وأمثاله كثيرون ممن وصلوا النيجر في ظلّ ظروف صعبة للغاية.


“أميناتا واليت” في السابعة والخمسين من عمرها.. كانت تعمل قبل اندلاع الأزمة في مالي في مجال محو الأمية، غير أنها تضطلع في الوقت الراهن بمسؤولية لجنة شكاوى اللاجئين بمخيم “مانغايزي” بالنيجر.


قالت وهي تروي حكاية وصولها إلى ذلك المكان “كان عليّ المجيء عبر وسائل النقل العامة”. أمانيها مسقوفة بحد أدنى لا يتجاوز “المشاركة في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في مالي في أكتوبرالقادم”.


وغير بعيد عنها، امتد جسد شيخ في السابعة والخمسين من عمره على حصيرة بالية، يتأمل السماء من خلال الشقوق الواسعة للسقيفة المؤقتة التي صنعها درءا للحر.. نظرات تائهة تبحث عن نهاية لأحزان صاحبها..


هو مزارع وتاجر في الآن ذاته، بيد أن الأوضاع حتّمت عليه ترك كل شيء والفرار طلبا للبقاء.. بصوت متقطّع واهن قال “أريد العودة لأزرع الأراضي التي تركتها، وأعتقد أنّ الوقت يباغتني، فالموسم الزراعي على الأبواب”.


تمكنت المفوضية العليا للاجئين العام الماضي من إجلاء 3396 شخصا من أصل 50 ألف و429 لاجئ مالي بالنيجر. في حين أعلن مكتب المفوضية العليا للاجئين بالنيجر عن عودة 560 لاجئ إلى الوطن (مالي)، وذلك خلال شهري يناير وفبراير/ من العام الحالي.


وفي الأثناء، تواصل المفوضية تقديم الخدمات الحياتية الأساسية للاجئين، في محاولة لتخفيف معاناة الذين لم يتمكنوا من العودة بعد نتيجة لعدم قناعتهم باستقرار الأوضاع تمام في شمال مالي.


وأمام مكتب المفوضية العليا للاجئين بالعاصمة النيجرية، يصطف عدد من الرجال في انتظار الحصول على مساعدات مادية أو عينية تمكنهم من كسب أي شيء.


المكلفة بالعلاقات الخارجية بمكتب المفوضية في نيامي، “أماريا بلاسكري”، قالت: “قمنا بتوزيع الحيوانات، ومساعدة الحرفيين على افتتاح ورش حرفية”، مضيفة “كما شجعنا النساء على ممارسة أنشطة من شأنها أن تدر عليهن بعض المداخيل”.


برامج أخرى وضعت حيز التنفيذ في إطار تشجيع اللاجئين على كسب عيشهم.. “فانكا أكيلي” حصل على عمل كحارس للمخيم الذي يقيم فيه، ويحصل لقاء ذلك على مرتب شهري، وهو ما مكنه من “ابتياع بعض الماعز وتربيتها في المخيم”. واليوم لديه قطيع صغير يبعث على الفخر على حد قوله.


كما وضعت المفوضية العليا للاجئين على ذمة سكان المخيم قطعة أرض صالحة لزراعة الطماطم والخس وغيرها من الخضر الموسمية.


وفي خضم ذلك الحراك الذي يسري بين اللاجئين طيلة يومهم لكسب عيشهم، يتجمع أغلبهم، مساء، ضمن حلقات يتجاذبون خلالها الحديث طلبا لأنباء عن الوطن. وتقصد الجماعة كلما لفحها لهيب الحنين “عبدالله إيمادان” اللاجئ الذي يتمتع “بظروف إقامة مريحة” مقارنة بالبقية.. فباكتمال عدد اللاجئين حوله، تتوارى أيادي “إيمادان” في أمتعته لتخرج محملة بجهاز تلفزيون، يقوم بوصله بطبق للأقمار الصناعية، قبل أن يتعالى منه صوت جهوري ينقل أخبار مالي.


في ذلك المخيم لا شيء يسير في نسق تصاعدي غير تتبّع نشرات الأخبار.. “ابراهيم إيواكان” قال معقبا “تتبع الأخبار يمنحني إحساسا بأنني في الوطن من جديد”، فهي “تجعلنا على علم بكلّ ما يحدث في البلاد لكن الأخبار لا تشجعنا على العودة فالوضع لا زال متوترا في الشمال”.


يحصل كل لاجئ في المخيم على مبلغ 15 دولارا في الشهر، بغرض تأمين غذائه..”منحة مجردة من معناها”، بحسب “أميناتا”.


وفي هذا السياق، قالت المكلفة بالشؤون الخارجية بمكتب المفوضية العليا للاجئين بنيامي أن “الجميع يحصل على هذه المنحة، بما في ذلك الأطفال الرضع”.


رغم الحنين الذي يهز اللاجئين لوطنهم، ورغم صعوبة تأمين الحياة في تلك الأماكن، لا تلوح في الأفق بوادر انفراج قريب.. ولهذا، لا تتوقّع “أماريا بلاسكري” “غلق مخيم اللاجئين بالنيجر رغم مغادرة عدد منهم، وتوق آخرين للالتحاق بهم”. فقرار مماثل لا يمكن أن يتبلور إلا في صورة ايجاد حلول دائمة تتبلور سواء بإجلاء اللاجئين إلى وطنهم، أو إدماجهم محليا، أو إعادة توطينهم في مكان آخر.. و”هذا ما لن يحدث، على الأقل في الوقت الراهن” وفقا لـ ” بلاسكري”.


مأساة أخر يتمّ تصديرها إلى البلدان المجاورة لبؤر التوتّر في القارة الافريقية.. فاندلاع الأزمة بمالي في مارس 2012 دفع بالسكان إلى الهرب طلبا لظروف أمنية أوفر.. غير أنّ سوء الأوضاع الانسانية في المخيمات المخصّصة لإقامتهم بدول الاستقبال الفقيرة تطرح تساؤلات عديدة بشأن مستقبل أولئك اللاجئين.


المصدر




Filed under: أخبار

تهديد جديد لأمن الإنترنت ودعوات إلى تغيير كلمات المرور

تهديد جديد لأمن الإنترنت ودعوات إلى تغيير كلمات المرور

قدم عدد من شركات التكنولوجيا ومواقع الانترنت دعوات لمستخدميها بتغيير جميع كلمات المرور (الباسوورد) الخاصة بهم، عقب اكتشاف ثغرة أمنية كبيرة.


وأعلن في الولايات المتحدة عن اكتشاف خلل في تقنية التشفير المستخدمة في كبرى مواقع الانترنت الرئيسة في العالم، الأمر الذي يجعلها عرضة للقرصنة، وأشار خبراء إلى أن الثغرة الأمنية تعد أحد أخطر العيوب المكتشفة في عالم التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة.


وتوجد تلك الثغرة في برنامج يسمى “أوبن إس إس إل” OpenSSL، وهو برنامج تشفير مشهور، يستخدم لتحويل البيانات الحساسة المختلطة إلى رقمية، عندما تمر من وإلى الخوادم، لذلك فإن مزودي الخدمة ومستلمي البيانات هم فقط من يمكنهم الشعور بها.


وإذا كانت هناك مؤسسة تستخدم برنامج “أوبن إس إس إل”، فإن المستخدمين يرون أيقونة قفل على متصفح الويب الخاص بهم، على الرغم من أن هذا يمكن أن يحدث أيضا من خلال منتجات منافسة.


جاء اكتشاف هذا الخلل الخطير في الأمن الإلكتروني من خلال باحثين في شركتي غوغل وكودينوميكون أصدروا تحذيرات خاصة بهذا الأمر، وأطلقوا عليه لقب “جرثومة القلب النازف” أو “هارت بليد بغ”، وقالت الشركتان :”إذا ما نسخ المهاجمون هذه المفاتيح، يمكنهم سرقة أسماء وكلمات مرور مستخدمي الخدمات، وكذلك نسخ بياناتهم وكذلك إنشاء مواقع خداعية، ستظهر بصورة شرعية، لأنهم يستخدمون نفس الوثائق المسروقة”.


وقالت شركة كودينوميكون على موقع خاص أنشأته يحمل اسم وشعار الجرثومة (heartbleed.com) لتقديم معلومات كافية عن هذا التهديد الالكتروني:”لقد اختبرنا بعض خدماتنا من منظور المهاجم، هاجمنا أنفسنا عدة مرات من الخارج دون ترك أثر”.


وقال آري تاكانين، رئيس قسم التكنولوجيا بشركة كودينوميكون :”إذا قام البعض بالدخول إلى خدمة خلال نافذة ضعيفة (قابلة للاختراق)، عندها توجد فرصة للحصول على كلمة المرور بالفعل”، لذلك فإنها فكرة جيدة “تغيير كلمة المرور في كل بوابات الويب المحدثة”.


وكانت وزارة الأمن الداخلي الأميركي أصدرت قبل يوم من إعلان الثغرة الأمنية الإلكترونية توصية للشركات بمراجعة خوادمها لمعرفة إذا كانت تستخدم نسخا مخترقة من البرنامج المستهدف، وقالت الوزارة إن التحديثات متاحة بالفعل لمواجهة ضعف برنامج OpenSSL ، الذي قد يتيح لمهاجمين عن بعد الوصول إلى بيانات حساسة بما في ذلك كلمات السر والمفاتيح السرية التي تفك شيفرة المرور عبر الانترنت.


من ناحية أخرى، يبدو أن شركة “ياهو” لم تكن ضمن قائمة المتأثرين بهذه الثغرة الأمنية، حيث ذكر متحدث باسم الشركة: “فريقنا نجح في إنجاز التصحيح الملائم فيما يخص ياهو، الصفحة الرئيسة لياهو، محرك بحث ياهو، بريد ياهو، صفحة ياهو للمال، ياهو للرياضة، ياهو للطعام، ياهو تك، وكذلك في فلكر وتمبلر، ونعمل على تنفيذ الإصلاحات عبر بقية مواقعنا الآن..


كلمات مرور جديدة. إلا أن مدونة “تمبلر” التابعة لشركة “ياهو”، نصحت جمهور المستخدمين بتغيير كلمات المرور التي يستخدمونها على النت، وقالت: “قوموا بتغيير كلمات المرور الخاصة بكم في كل مكان، خاصة في الخدمات التي تتطلب درجة تأمين عالية مثل البريد الإلكتروني، وتخزين الملفات والحسابات المصرفية”.


وكانت لهذه الثغرة تداعيات على وكالة جمع الضرائب الكندية، التي أوقفت خدماتها عبر الانترنت، “حتى إجراء تأمين كامل لكل المعلومات الموجودة لديها” نسخ المفاتيح، وجاء ذلك عقب الأخبار التي تحدثت عن وجود منتج يستخدم لحماية المعلومات، ربما يكون كشف عن السماح بالتنصت.


ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الاستخدام وقع قبل الكشف، وعند ذلك لن يترك أثرا، إلا إذا نشر القراصنة ما حصلوا عليه على الانترنت.


وعلى الرغم من هذه الضجة في محيط الأمن الالكتروني، إلا أن أحد الباحثين بجامعة كامبريدج، أوضح أنه سيكون رد فعل مبالغا فيه إذا طالبنا كل شخص بأن يترك ما عمله أو ما يقوم به لتغيير كلمة المرور، لكن مع هذا يجب أن تظل المخاوف موجودة، ويبقى التغيير في كلمات المرور وتحديثها بين الفينة والأخرى أحد العوامل التي تساعد في تأمين كافة الحسابات الالكترونية الخاصة من خطر القرصنة بكل أشكالها.


Source




Filed under: أخبار

القنوات الاخبارية تسبب “أزمات” في البيوت الموريتانية

القنوات الاخبارية تسبب

ظل التلفزيون في موريتانيا إلى حد قريب وسيلة الترفيه السحرية التي تجتمع لمشاهدتها الأسرة الواحدة، منتظرين بفارغ الصبر الساعة التي سيتابعون فيها معا المسلسل التاريخي أو المدبلج أو الفيلم أو البرنامج الترفيهي، وأحيانا نشرة الأخبار الوحيدة.


كانت جل أحاديثهم وتعليقاتهم حول بطل الفلم أو بطلته تختلف، باختلاف أمزجتهم وعواطفهم، فالأم تتعاطف مع البطلة المظلومة والمنكسرة، والأب يتعاطف مع البطل الذي يصارع الموت من أجل البقاء، بينما يتوزع اهتمام المراهقين و الأطفال بين هذا وذاك.


ظلت برامج التلفزيون إلى حدود نهاية الألفية الثانية في موريتانيا الأداة التي تجمع معظم الآراء على أنها توفق بين الرجل والمرأة والطفل المراهق، ربما نظرا لقلة توفر القنوات التي تبث من جهة، وعدم تدفق المعلومة الإخبارية السريعة من جهة أخرى، ومن هنا كان الناس باختلاف أجناسهم وأعمارهم يجتمعون على التأقلم مع المتاح فقط.


ومع الطفرة الإعلامية بداية الألفية الثالثة وكثرة انتشار البرامج و القنوات الترفيهية والإخبارية، أصبح المتَـلقي يحتاج لنوع من العصف الذهني لاختيار أي قناة يتابع، بعد أن بات من المتعذر عليه الاستمتاع بمتابعة مريحة بسبب تعدد الخيارات التي أصبحت تربكه، وتجعله في حيرة من أمره إزاء كل هذه القنوات، “التي لا يعرف أي منها الأكثر ملائمة للمتابعة” يعلق أحد الإعلاميين.


كما اتسعت الهوة بين اهتمامات الرجل والمرأة، وذلك بحكم اختلاف أذواقهما ودوافعهما، إلى درجة أصبحت معها المرأة الموريتانية تصنف بعض القنوات الفضائية على أساس أنها العدو اللدود، لكون هذه الأخيرة أصبحت تنافسها في الاستحواذ على اهتمام الرجل الذي تعتقد بأن لها الحق وحدها في امتلاكه، ومن أكثر القنوات التي تكرهها المرأة الموريتانية بشكل كبير قناة الجزيرة الإخبارية، وملحقاتها الرياضية، وقناة العربية وبقية القنوات الأخرى ذات الطابع الإخباري، والقنوات الموريتانية الجديدة، التي تركز في الغالب على الشأن السياسي، بينما تحظى قنوات أخرى مثل MBC وLBC و(حنبعل) باهتمام كبير لدى الفتيات الموريتانيات.


فاطمة بنت ابراهيم طالبة جامعية، قسم القانون تقول بأن مشاهدة القنوات الإخبارية تعرضها للإصابة بالدوار وتقلصات في المعدة، بسبب رتابتها، والشعور بالملل الذي ينتابها حين تتابع نشراتها الإخبارية بصفة خاصة، وترى أن جل برامج هذه القنوات “لا تتناول سوى أخبار الحروب والدمار والموت والسياسة، وهي أشياء لا أتذوقها على الإطلاق”، بحسب تعبيرها.


أما مريم، ممرضة اجتماعية، فترى بأن القنوات الإخبارية أصبحتا تنافسها في زوجها، لأنه كما تقول لم يعد يوليها أدنى اهتمام بسبب هذه القنوات، “فما إن يعود إلى البيت حتى يتربع أمام جهاز التلفاز المثبت على قناة العربية أو الجزيرة التي يهيم بها عشقا، حتى أنه يفرض علينا أثناء مشاهدته لنشرة الأخبار جوا من الصمت الذي لا يطاق، وبهذه الوضعية استحالت حياتي جحيما ينضاف إلى جحيم العمل اليومي في المستشفى، وقد اضطررت غضبا في أحد الأيام إلى دفع جهاز التلفزيون من فوق الطاولة حتى وقع على الأرض” كما تقول.


من جهتها عيشة صاحبة مطعم شعبي بحي (توجنين) تذهب أبعد من ذلك، حين تقول بأن الدافع وراء إدمان زوجها مشاهدة القنوات الإخبارية، ليس البحث عن الأخبار، بل هي الرغبة في مشاهدة المذيعات اللواتي يخلبن لبه، وتستطرد قائلة :”لقد فاجأني في أحد الأيام بتعليقه على فستان إحدى المذيعات، قائلا إن الفستان الذي تلبسه تلك المذيعة جميل جدا، فصفعته بشدة على الخد بسبب تحديه لكرامتي” وأضافت “أنا أدرك أن تعليقه على الفستان ليس سوى مجرد تمويه يخفي به إعجابه بالمذيعة، كما لو أنه يريد أن يقول هذه المذيعة التي تقدم نشرة الأخبار جميلة”.


فتيات مراهقات يدرسن بثانوية “البركة” الحرة يقلن بأن الوقت الذي يتمتعن فيه بمشاهدة ما يرغبن في متابعته، كالأفلام والمسلسلات وأغاني الفيديو كليب هو حين يكون الأب غائبا عن المنزل، لأنه عندما يأتي سيغير الجهاز إلى القنوات الإخبارية، أو أي نشرة أخبار أخرى بإحدى القنوات، “وأنا أعجب من كونه لا يصاب بالملل جراء متابعة هذه القنوات” تقول الفتاة( آمال) ضاحكة بصوت مرتفع!.


رأي آخر لإحدى السيدات المثقفات وهي أستاذة بكلية الآداب في جامعة نواكشوط، تقول إن بعض القنوات كالجزيرة أو العربية أو بي بي سي أو فرانس 24، أصبحت تلعب دور الضرة في حياة المرأة الموريتانية، مما تسببت في كراهيتها.


وتعلق متسائلة :”كيف بامرأة أن تقبل التعايش مع ضرتها في نفس المنزل، وتحت نفس السقف، فجل أحاديث الرجل أصبحت من قبيل قالت القناة الفلانية وأوردت قناة أخرى، والمرأة كما تعلم كائن حساس جدا ويفضل أن يشعر بالاهتمام من قبل الرجل، وإذا كان هذا الأخير مفقودا لأمر معلوم، فمن الطبيعي أن تكره المرأة ذلك الشيء الذي تراه منافسا لها في بيتها، ومن حقها أن تحاول إزالته من حياتها”.


وتضيف :”أنا شخصيا لم أصل إلى تلك الدرجة من الكراهية، ربما لأنني أشاهد هذه القنوات في بعض الأحيان”.


بعض الرجال أعربوا عن استيائهم من عقلية زوجاتهم، واعتبروا أن مشاهدة هذه القنوات تساعدهم كثيرا في الهروب من سخافة المرأة وأحاديثها التافهة من قبيل : قالت صديقتي وقال الجيران وشاهدت بمنزل أهل فلان واستمعت إلى كذا، فهذه يقول إبراهيم “أحاديث مملة ولا يمكن التغلب عليها إلا بمتابعة تلك القنوات التي تخرجني بعيدا عن هذه الأجواء، التي تعقدت بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية، ومن شأن مشاهدة هذه القنوات على الأقل أن تشعرنا بأننا لا نعيش وحدنا، هذه المشاكل، كما أنني في بعض الأحيان أمل من المماحكة مع زوجتي، فاضطر إلى البحث عن مكان أشاهد فيه نشرة الأخبار وأترك لها التلفزيون”.


إلا أن بعض الرجال من جهة أخرى اعترفوا بأنهم لا يرغبون في المرأة التي تدس أنفها في كل كبيرة وصغيرة ، “لأن ذلك من شأنه أن يفقدها الدلال و الأنوثة” يعلق محمد- شاب ثلاثيني- مضيفا:”أنا لا أرغب في امرأة تطارحني الآراء و التعليقات حول بعض الأمور، التي هي من صلب اهتمام الرجل، فهي لها قنواتها الخاصة كـاستار أكاديمي وروتانا، تلك التي تعرض ما يتلاءم مع شخصيتها من المسلسلات والأفلام والأغاني التي تعالج قضايا الحب والزواج والطلاق والفضائح الاجتماعي”.


أحد أخصائيي علم الاجتماع برر لصحراء ميديا عدم رغبة معظم النساء في متابعة القنوات الإخبارية بتطلع العائلات والمجتمع في الحفاظ على الصورة النمطية للمرأة، تلك الصورة التي يستمدها من بعض التفسيرات التي تتكئ على الدين الإسلامي مثل القول الشائع :(المرأة من بيتها إلى قبرها) و(المرأة ناقصة عقل ودين ) فالرجل ذو الصفات “الشرقية” لا يزال يرفض مزاحمة المرأة له في العمل والاهتمامات والآراء، لأنه يراها قاصرة عن فهم العديد من المسائل التي لها علاقة بالرأي العام، ويرغب في رؤيتها كذلك.


وهذه يقول من الأسباب التي تقف وراء تخلف المجتمع، لأنه مادام أكثر من نصفه مشلولا تبقى أي نهضة أو تطور أمرا غير وارد، يضاف إلى ذلك أن العديد من النساء لا يكلفن أنفسهن عناء متابعة بعض البرامج الجادة التي تبثها بعض القنوات، كتلك البرامج التي تتحدث عن أساليب تربية الطفل أو طرق التعامل مع المراهق ولا حتى تلك التي تساعد في التفاهم الزوجي، مضيفا :”أعتقد أن المرأة استسلمت لتلك النظرة وباتت ترفض أن تتعاطى مع أي مجال مغاير لذلك المسار الذي تبتغي فيه الراحة والدلال، اللهم في حالات نادرة جدا”.


المصدر




Filed under: أخبار