Saturday 25 January 2014

خبير دستوري: الإنفاق الحكومي الآن يتم خارج القانون


الأخبار (نواكشوط) ـ قال الخبير الدستوري محمد الأمين ولد داهي إن الحكومة الحالية ارتكبت خطأ دستوريا بالغ الخطورة تجاه قانون الميزانية العامة للدولة.


وأضاف أنه لأول مرة في موريتانيا يجتمع البرلمان في دورته العادية (دورة الميزانية) وتمتنع الحكومة عن تقديم الميزانية إليه وفق مقتضيات المادة 68 من الدستور التي تلزم الحكومة بتقديم مشروع قانون المالية إلى البرلمان فور افتتاح دورة نوفمبر.


واعتبر الخبير الدستوري – في تصريحات مطولة تنشرها صحيفة الأخبار انفو في عددها الصادر غدا الأربعاء – أن المشرّع الدستوري لم يتصور أن يعيش بلد ما هذه الحالة على الإطلاق، لذا كانت كل الاحتمالات التي تطرح ويبوب عليها تتعلق بامتناع البرلمان عن الموافقة على الميزانية، أما أن تمتنع الحكومة عن تقديمها فهذه سابقة خطيرة وضعتنا في فراغ دستوري غير مسبوق في تاريخ الحياة النيابية بالبلد.


ويعتبر ولد داهي خبير وفقيه دستوري وأستاذ في جامعة نواكشوط وعدد من الجامعات العالمية، وأحد الأربعة الذين صاغوا دستور موريتانيا عام 1990م، كما واكب تعديلات دستور 2006م بصفة مباشرة بحكم موقعه الحكومي، واعتزل السياسة وتفرغ للعمل الأكاديمي منذ عام 2007م.


وقال ولد داهي إن السلطة التنفيذية احترمت الشكل القانوني في تنظيم الدورة البرلمانية لشهر نوفمبر من خلال افتتاحها في الوقت المحدد واختتامها في الوقت المحدد. لكنها لم تحترم المضمون بامتناعها عن تقديم مشروع الميزانية في الأجل المحدد دستوريا في سابقة هي الأولى من نوعها بموريتانيا.


وقال ولد داهي إن التعديل الجديد للدستور ينص على أن الميزانية تقدم يوم الاثنين الأول من شهر نوفمبر، ففي الفقرة 2 (جديدة) من المادة 68: “يتم إبلاغ البرلمان بمشروع قانون المالية في أجل أقصاه يوم الاثنين الأول من شهر نوفمبر”. وقد بدأ العمل بالدستور الجديد مع انتخاب النواب، وهو إشكال دستوري إضافي.


وأضاف الخبير الدستوري “في أحسن الأحوال يمكن افتتاح البرلمان في بداية فبراير، والدستور يعطي للبرلمان مدة شهر لتمرير الميزانية، كما أن إجراءات الإحالة للرئيس والتوقيع والنشر أمور تأخذ بعض الوقت، مما يعني أن الإنفاق العام للميزانية طيلة الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2014م سيكون إنفاقا خارج القانون، لأن القانون لا يسري بأثر رجعي، وقوانين المالية بالبلد تبوب على المصادقة البعدية على تعديل الإنفاق في البنود الأصلية، لكنها لا تبوب على تعديل إنفاق لا أصل له. والإنفاق في 2014 لا أصل له حتى الآن لعدم وجود القانون الأصلي للميزانية”.

وهو مخالفة صريحة للأمر القانوني رقم 117-78 الصادر بتاريخ 2-4-1978 والأمر القانوني رقم 015/87 الصادر بتاريخ 19-1-1987 المنظمين لقوانين المالية في البلد.


الحل الاجتهادي..


وقال الخبير الدستور محمد الأمين ولد داهي إن الحل الاجتهادي الوحيد ـ في ظل غياب النصوص ـ هو التصرف من خلال إعلان الرئيس ميزانية عامة لثلاثة أشهر علي أساس الميزانية العامة لسنة 2013م، وهو أمر غير منصوص، ولكنه يقاس على أساس رفض البرلمان للميزانية.


ويقول ولد داهي إن هذه الحالة هي المخرج الوحيد للحكومة من التورط في إنفاق المال العام خارج القانون، والذي يعتبر في القانون المالي من أكبر الجرائم الاقتصادية التي يمكن للحكومة أن تتورط فيها، كما أنها فساد مالي منصوص عليه ومشهور لدى أغلب الفقهاء.


وتحدث الخبير الدستوري ولد داهي في تصريحاته بشكل مفصل عن العديد من المواضيع بينها الإشكالات المثارة بخصوص تجديد ثلثي مجلس الشيوخ وموضوع استقالة الحكومة بعد الانتخابات في العرف الوطني، فضلا عن موضوع الانتخابات الرئاسية والعديد من المواضيع المهمة الأخرى.


المصدر




Filed under: فضائح, موريتانيا, أخبار Tagged: فضائح, موريتانيا

اللاجئون الماليون في موريتانيا يتظاهرون ويرفضون العودة لبلادهم

اللاجئون الماليون في موريتانيا يتظاهرون ويرفضون العودة لبلادهم


أعلن اللاجئون الماليون المتمركزون قرب باسكنو جنوب شرق موريتانيا، رفضهم العودة إلى بلادهم قبل التوصل إلى حل سياسي دائم، لإنهاء الصراع التاريخي في أزواد. وقال بيان صادر باسمهم “إننا ندين ونشجب الانتهاكات التي لا زال يقوم بها الجيش المالي ضد المدنيين الأبرياء” وأكد إدانته لما أسماه “الصمت المتواطئ” من بعثة قوات الأمم المتحدة في المنطقة.


ونظم العشرات من اللاجئين الماليين في مخيم “امبره” مظاهرات أمس الأحد، دعما للحركات السياسية والعسكرية في منطقة أزواد، التي تكافح من أجل استقلال المنطقة عن الدولة المالية المركزية.


وقال بيان موقع باسم اللاجئين توصلت به صحراء ميديا إن المتظاهرين طالبوا بالحق في تقرير المصير، وحثوا المجتمع الدولي على الضغط على باماكو من أجل الوفاء بالتزاماتها في واغاداغو، يونيو 2012.


ودعا المتظاهرون إلى فتح تحقيق دولي “حول ما ارتكبه الجنود الماليون من جرائم منذ عام 1963 وحتى الآن”، حسب البيان.


وقدم بيان اللاجئين التهانئ لكل من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والحركة العربية الأزوادية، وذلك لموقفهم المسسؤول من المحاولة الجزائرية من أجل القيام بوساطة بدلا من الوساطة الدولية، وحيا البيان الحركتين لمواقفهم الثابتة، ومطالبتهما بتطبيق اتفاق واغاداغو أولا، قبل الدخول في أي مباحثات جديدة.


المصدر




Filed under: موريتانيا, مالي, أخبار, تظاهرات Tagged: موريتانيا, مالي, تظاهرات

تفكيك عصابتي مخدرات احداهما يقودها عسكري

تفكيك عصابتي مخدرات احداهما يقودها عسكري


تمكنت مفوضية شرطة مكافحة المخدرات من تفكيك عصابتين تعملان في تجارة المخدرات بنواكشوط، وبحسب مصادر امنية تحدثت لصحراء ميديا اليوم الاثنين، فان العصابة الأولى ضبطت في منزل بتفرغ زينة، ويقودها عامل بأحد المنازل، فيما ضبطت العصابة الثانية في مقاطعة الرياض جنوب نواكشوط ويقودها عسكري.


ويبلغ عدد المعتقلين ثمانية أشخاص، وعثر بحوزتهم على كميات كبيرة من المخدرات.


وتمكن مكتب مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية خلال العام الماضي، من اعتقال عشرات الأشخاص، وتفكيك شبكات تعمل على تعاطي ومتاجرة المخدرات، من ضمنهم أجانب.


المصدر




Filed under: فضائح, موريتانيا, أخبار Tagged: فضائح, موريتانيا

بيان: عزيز غارق في الفضائح وهمه جمع ثروة ضخمة

بيان: عزيز غارق في الفضائح وهمه جمع ثروة ضخمة


اتهمت منسقية المعارضة الديمقراطية، الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأنه “رجل لا يستحي”، قائلة في بيان شديد اللهجة إنه “غارق في شتى أنواع الفضائح، همه الوحيد هو جمع ثروة ضخمة و بأية وسيلة”.


وتساءل البيان الصادر أمس الأربعاء “أليس متهما بغسل الأموال وحتى بتهريب المخدرات؟” مضيفا أنه “لا غرابة في ظل هذه الظروف، أن يستمر الرجل حتى الآن، في رفضه نشر الإعلان عن ممتلكاته كما يفرض القانون عليه”.


وقالت المنسقية في البيان الصادر تعليقا على قرار البنك الإسلامي للتنمية تعليق تمويل محطة كهربائية في نواكشوط، إنها ما فتأت تندد بما أسمته “الفضائح المتكررة التي تلطخ نظام ولد عبد العزيز و تفقد الرجل نفسه أية مصداقية للبقاء على رأس الدولة”.


وأضافت المنسقية ان ما كشفته منظمة (شيربا) غير الحكومية مؤخرا حول عدول البنك الإسلامي للتنمية عن تمويل محطة الكهرباء في نواكشوط، يعتبر “فضيحة”، مشيرة إلى قيام شركة (سوميليك) بمنح الصفقة بالتراضي للشركة الفنلندية (فارتيسلا).

وأشادت المنسقية بالمنظمة غير حكومية لكونها تنشط في مجال مكافحة الفساد عالميا و تميزت في السنوات الأخيرة بمطاردة الأموال الممتلكة بصفة غير مشروعة من قبل الحكام وأسرهم، قائلة إن قرار البنك الإسلامي للتنمية أتى نتيجة العديد من المخالفات التي طبعت الصفقة و الدلائل القوية على الرشوة المترتبة على ذلك.


وقالت المنسقية في بيانها الذي حمل عنوان ” بيان يتعلق بفضائح ولد عبد العزيز” وتوصلت به صحراء ميدي إن التفسير الوحيد لهذه التصرفات الطائشة هو طبيعة ما يقوم به الرئيس ولد عبد العزيز. وأضاف أن إلغاء هذا التمويل هو “شهادة مدوية على فساد نظام ولد عبد العزيز، مصدرها أحد المانحين الدوليين الكبار و إحدى المنظمات غير الحكومية التي لا مراء في مصداقيتها و نبل نضالها”.


ولم تستعبد المنسقية أن يكون لما أطلقت عليه “الفضيحة الجديدة”، علاقة بالإلغاء المفاجئ للزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها رئيس البنك الإسلامي للتنمية إلى نواكشوط، في هذه الأيام وربما أيضا بإلغاء منتدى المستثمرين الخليجيين في موريتانيا التي كان من المتوقع أن ينعقد في نفس التاريخ .بحسب البيان.


وقالت المنسقية في البيان “هذه الصفقة المريبة ليست في الواقع إلا واحدة من بين سلسلة من صفقات التراضي الممنوحة من طرف النظام؛ و من أكثرها جدلا صفقة مطار نواكشوط الدولي و ملحقها المثير المتمثل في قرض قيمته 15 مليار أوقية من قبل شركة سنيم للشركة المكلفة بإنجاز المطار”. وأردفت قائلة “كيف نفسر أن شركة سنيم التي تخوض منافسة دولية شرسة، ولها التزامات داخلية اتجاه عمالها و آلاف “الجرناليين” ، كيف يمكنها أن ترمي عرض الحائط ب 15 مليار أوقية في أمر لا يعنيها من قريب و لا من بعيد؟”.


وتساءلت “كيف نفسر انه يتم توزيع الرخص المصرفية هنا و هناك، بما فيه لأشخاص تحوم الشكوك حول مصدر أموالهم و نزاهتهم، وذلك في الوقت الذي تطالب فيه مؤسسات القرض بالتجمع بدل التزايد ؟”. حسب البيان.


LWmn79


المصدر




Filed under: فضائح, موريتانيا, أخبار Tagged: فضائح, موريتانيا

بيان طائش!!

لم أكن أصدق بأنه يمكن لمجموعة من الموريتانيين أن تصدر بيانا كذلك البيان الطائش الذي صدر يوم الأربعاء 22 يناير 2014، والذي وقعته ثلاث منظمات حقوقية وحركة سياسية وهي على التوالي: رابطة النساء المعيلات للأسرـ الرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان ـ ضمير ومقاومة ـ نجدة العبيد.


كان هذا البيان طائشا ومستفزا، ومما يزيد من طيشه بأنه كان قد جاء بعد صمت مريب وغريب لهذه المنظمات الحقوقية عن فاجعة مؤلمة حدثت منذ ما يزيد على ستة عشر شهرا (المجزرة التي ارتكبها الجيش المالي ضد مجموعة من الدعاة الموريتانيين). كما جاء أيضا بعد عام على بيان طائش آخر كانت هذه المنظمات قد أصدرته للتعبير عن موقفها من الحرب التي قادتها فرنسا ضد القاعدة في الشمال المالي.

ففي يوم 9 سبتمبر من العام 2012 ارتكبت فرقة من الجيش المالي مجزرة ضد جماعة من الدعاة الموريتانيين، وهي المجزرة التي أجمع الكل على إدانتها باستثناء هذه المنظمات الحقوقية التي بخلت بإصدار بيان من سطر أو سطرين، ورفضت أن تعلق على تلك المجزرة البشعة ولو بشطر كلمة، وذلك رغم أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية دانت وبشدة قتل الدعاة، ووصفته بأنه “عمل فظيع”، وطالبت هذه المنظمة بوقف الجنود ورؤسائهم ومحاسبة الجميع، وبضرورة تطبيق العدالة على الجناة وبشكل سريع.

تجاهلت المنظمات الحقوقية تلك الجريمة البشعة، ولم ترق قلوب أصحابها لأسر الضحايا، ولكنها في المقابل، وبعد ذلك بأشهر، ستصدر بيانا قويا لتأييد فرنسا في حربها في الشمال المالي، وهو البيان الذي عنونته ب”تحرير مالي حرب العادلين ضد الامبريالية السلفية الجديدة”.

رقصت هذه المنظمات الحقوقية على طبول الحرب في مالي، وطالبت من الحكومة الموريتانية أن تدعم تلك الحرب، كما طالبت من الشعب الموريتاني أن يرقص وأن يغني لمواجهة “السلفية الجديدة”.

ولعل أغرب ما في ذلك البيان المطبل للحرب الفرنسية هو أنه صادر عن منظمات تدعي بأنها منظمات حقوقية، ومن المعروف وفي كل بقاع العالم بأن المنظمات الحقوقية قد عُرفت بمعارضتها الشديدة والمبدئية لكل أشكال الحروب، بما في ذلك تلك الحروب التي لا يمكن لأي كان أن يشكك في شرعيتها، فلماذا شذت منظماتنا الحقوقية عن كل المنظمات الحقوقية في العالم وسارعت إلى دعم حرب لا يتفق الجميع على شرعيتها؟

ومن الغريب أيضا أن هذه المنظمات تحدثت في بيانها الراقص على إيقاع الحرب في شمال مالي عن مسلسل تعريبي غادر تحاول السلفية الجديدة أن تفرضه، ومن المعروف أيضا بأن ما تصفه تلك المنظمات بالسلفية الجديدة لا يعرف عنه أي اهتمام خاص باللغة العربية، ولم يهتم بتعريب الأمصار التي فتحها.

هذا الحقد الذي أظهرته هذه المنظمات على اللغة العربية بدا واضحا بعد إصدار البيان الأخير، والذي أثبت بأن هذه المنظمات تعاني من جهل فظيع لهذه اللغة، حيث أنها لم تستطع أن تكتب جملة واحدة سليمة لغويا في بيانها الطويل العريض الذي طالبت فيه بإطلاق سراح كاتب المقال المسيء دون أي متابعة له، وبتوفير الحماية له بعد ذلك.

وهنا لابد من أن أسجل بعض الملاحظات السريعة على هذا البيان الطائش:

1 ـ النسخة العربية من البيان كانت رديئة جدا، وحالت دون فهم الكثير مما جاء في هذا البيان، وبدت هذه النسخة وكأن الذي كتبها هو شاب غربي حديث العهد بتعلم اللغة العربية.

2 ـ على الحقوقيين أن يعلموا بأن أسمى حقوقنا كمسلمين هو الدفاع عن حقوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن لم يدافع عن تلك الحقوق فلا حاجة لنا به لأن يدافع عن أي حقوق أخرى.

3 ـ من السخيف جدا أن تختزل الاحتجاجات الحالية في تيار سياسي واحد، فهذه القضية تعني كل الموريتانيين، بل وكل المسلمين في العالم، وذلك لأنها تسيء إلى نبيهم ورسولهم وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم.

4 ـ إن الذي عليه أن يعود إلى “تقاليد الإسلام السمحة” هو من وقع على هذا البيان، وليس الشعب الموريتاني المعروف بتشبثه بدينه وبقيمه وبحبه لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. ففي هذا البيان صدرت الكثير من العبارات المقلقة فالرسوم المسيئة يطلق عليها الموقعون على البيان : ” قضية الكاريكاتور الدانماركي”، والمقال المسيء يطلقون عليه : “خطاب ولد أمخيطير” ، وما جاء في هذا المقال المسيء وصفه الموقعون على البيان بالتحليل الذي خلص صاحبه إلى أن : “المعاملة المزموع طائفيتها و قبليتها والتي واجه الرسول صلي الله عليه وسلم يهود الحجاز تماثل تعامل الزوايا مع فئة المعلمين في المجتمع البظاني”، حتى العمامة التي ظهر بها الرئيس تم وصفها بأنها عمامة سلفية!!

5 ـ من كتب هذا البيان قد كتبه لجهة أخرى غير الشعب الموريتاني، ويظهر ذلك من خلال تحويل كاتب البيان للأربعة ملايين التي وعد بها رجل أعمال لمن يقتل كاتب المقال المسيء إلى عشرة آلاف أورو، وذلك لكي يعرف من وُجه إليه البيان القيمة الحقيقية للمبلغ المذكور، وبالعملة التي يتعامل بها، وإلا فما حاجة الشعب الموريتاني لأن تحدد له قيمة الأربعة ملايين بالأورو؟ كما يظهر ذلك أيضا من خلال وصف مدينة نواذيبو بأنها مدينة سياحية ومن أهم مراكز النشاط الاقتصادي في البلد.

وتبقى ملاحظات أخرى موجهة لغير الموقعين على البيان:

ـ إن ما قام به رجل الأعمال المذكور من تحديد مبلغ لمن يأتيه برأس كاتب المقال المسيء هو عمل مسيء ويستحق الإدانة.

ـ إن خير كلمة يمكن أن ترفع على لافتة هي : “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، ولا يحق لأي كان أن يطلب من المحتجين بأن لا يرفعوها في مسيراتهم، ولكن على الجميع أن يعلم بأن هناك لونا معينا وطريقة معينة لكتابة لا إله إلا الله محمد رسول الله أصبحت ترمز إلى القاعدة وإلى علمها، ولذلك فيجب أن يتم تجنب ذلك اللون وتلك الطريقة في مثل هذه المسيرات.

ـ يقول البعض بأن قضية المقال المسيء قد تكون من القضايا التي تثيرها السلطة من حين لآخر لشغل المواطنين عن الأزمات التي يعيشها البلد. هذا كلام لا أنفيه، ولا أجزم به، ولكن وفي كل الأحوال فهذا لا يمنح مبررا لتجاهل هذا المقال المسيء الذي يشكل إساءة لكل موريتاني، وعلى أولئك الذين يعتقدون بأن للسلطة علاقة بالموضوع بأن لا يتخذوا ردة فعل سلبية، وإنما عليهم أن يتصرفوا بذكاء حتى ينقلب السحر على الساحر.


حفظ الله موريتانيا..


1mW2nzm


المصدر




Filed under: أخبار

Thursday 23 January 2014

التقليديون يسمونها تعكير صفو القصيدة الكلاسيكية

الحداثة الموريتانية… والسلفية الشعرية

السؤال عن حداثة الشعر في «بلد المليون شاعر» هو سؤال كبير؛ فتقييم تجربة الشعر الموريتاني الحديث مشروع صعب المنال لكثرة العوائق التي تعترض سبيل مبتغيه بسبب قلة الدراسات النقدية الجادة، وصعوبة النشر، وسيطرة النظرة التقليدية على الذائقة الشعرية الموريتانية التي تدفع الكثيرين إلى إنكار تأثير الحداثة على المنجز الشعري الموريتاني، خوفاً من الغياب في مواجهة إنتاج الأسماء الشعرية الشابة الأكثر حداثة.


ولعل خوف الموريتانيين مما يسمونه «تعكير صفو القصيدة الكلاسيكية»، دفعهم إلى تغييب الشعراء الحداثيين. وامتد هذا الخوف ليس فقط إلى صفوف الجمهور، بل أيضاً إلى صفوف النقاد والأكاديميين والشعراء أنفسهم الذين رفضوا تقويم المدون القليل والمنشور الأقل من التجربة الشعرية الحديثة، ما أدى إلى إحباط الشعراء الحداثيين من جهة، وإجهاض انطلاقة التيار الحداثي في «بلد المليون شاعر».


إشكالية التلقي


ترتبط محاولة استكشاف أثر فعل الحداثة على الشعر الموريتاني، سواء من حيث المفهوم أو النشأة أو التدرج، بدراسة إشكالية التلقي الشعري في مجتمع كالمجتمع الموريتاني الذي تسيطر عليه الذائقة الفنية التقليدية التي تؤثر سلباً على تطور الشعر الموريتاني الحديث وعلى الجهود التجديدية التي يقودها الشعراء الحداثيون.

وإضافة إلى إشكالات التلقي، ترتبط دراسة تجربة الحداثة في الشعر الموريتاني بدراسة تأثير المرجعية التراثية على الشعر الموريتاني المعاصر، حيث إن بعضه يبدو خالياً من أي حداثة إلا بالمفهوم الزمني البحت، وتتفاوت مستويات الحداثة في الشعر الموريتاني تبعاً لتأثر الشعراء بالتراث. وبقدر ما تكون مواهبهم وخلفياتهم الثقافية واتصافهم بقيم الحداثة الفنية قادرة على تحديث الشعر، يكون إنتاجهم حياً وحديثاً وقادراً على الاتصال بقضايا المجتمع، ومنفتحاً على الذخيرة الشعرية العربية الحديثة.


ورغم أن الحداثة بدأت متأخرة في موريتانيا وفهمها البعض فهماً خاطئاً، إلا أن القصيدة الحديثة أصبحت تفصح عن نفسها في بلد المليون شاعر بعد أن كانت تجتذب الأنظار باستحياء، مستفيدة من التطور الثقافي والفكري، وهو ما دعا الكثيرين إلى القول إن القصيدة الموريتانية مُقبلة على عصر جديد.


الذائقة التقليدية


تتعدد أسباب ودوافع تأخر الحداثة في الشعر الموريتاني؛ سواء تلك المتعلقة بوضعية الشعر والثقافة الموريتانية بصفة عامة أو تلك المرتبطة بالشعر الحديث الذي يبحث عن موطئ قدم في بلد يعاني نقص التدوين وندرة النشر وإهمال المشهد الثقافي.


ويبدو أن لقب «بلد المليون شاعر» كان له تأثير كبير في تغييب التيار الحداثي؛ فمع ما يؤسس لمصداقية هذا اللقب من عشق الموريتانيين للشعر وكثرة تعاطيهم له إنشاء وإنشاداً وتمثلاً واستشهاداً، إلا أن الجمهور لم يعد يرضى إلا بدرر العطاء الشعري، كما أنه يميل بصفة تلقائية إلى القصائد التي تشبه الشعر الجاهلي، وعلى اعتبار أن أغلب القراء ناظمون جيدون للشعر القديم في بلد يطغى عليه طابع البداوة، فإن الذائقة الشعرية لا تزال تقليدية. إضافة إلى أن الطبيعة الأخلاقية والاجتماعية والثقافية للمجتمع الموريتاني التي تتسم بالمحافظة، تسببت أيضاً في تأخر وصول الحداثة إلى الثقافة الموريتانية.


ويرى الشاعر الشيخ ولد بلعمش أن عشق الموريتانيين للشعر وكثرة تعاطيهم له وتمسكهم بالقصيدة التقليدية، أخّر وصول الحداثة للشعر الموريتاني، ويضيف: «لا يمكن تفسير تأخر وصول أسلوب في كتابة الحداثة إلا بنقص التفاعل مع الجديد، ولكن ماذا لو لم يكن الجديد مقنعاً للكثيرين؟! الموريتاني بطبعه عاشق للغة السليمة، بل متعصب لها في أكثر الأحيان، وهو ما يتساهل فيه بعض الحداثيين، ثم إن البيئة والتطور الاجتماعي ليسا شبيهين بالأجواء التي احتضنت سطوع نجم الحداثة في الأقطار العربية. ناهيك عن أن اقتناع العقل الجمعي بلون جديد يتطلب حالة إبداع خارقة، وهو ما لم يحصل بشكل ملحوظ في الحال الموريتانية. مع ذلك، ورغم هذه المعيقات كلها، بدأت الذائقة الموريتانية مؤخراً تتقبل الجديد؛ فقد كسرت أسوار النأي في عصر الإنترنت، بيد أن الحداثة في الشعر العمودي تظل أكثر قبولاً وإقناعاً للجمهور الموريتاني».


وعن تعامل الشعراء الموريتانيين مع الأساليب والتيارات الشعرية الحديثة، يقول الشاعر: «لم يكتو الموريتانيون بنار الحداثة إلا متأخرين، وإن ظل ذلك التأثر محدود النطاق والمستوى، ففي حين تعاطى الكثيرون بحذر مع الأنماط الجديدة لما لاقته من رفض التقليديين المسيطرين على الساحة الأدبية، نجد أن قصائد كتبت في الستينيات أكثر حداثة من كتابات بعض شعرائنا الشباب، ويمكن القول إن الحداثة بدأت تكسب الساحة، وظهر في الساحة شعراء شباب عبروا إلى قلب الحداثة شكلاً وأسلوباً وقضية».


ويشير بلعمش إلى أن القصيدة الحرة استقبلت في الأوساط الأدبية الموريتانية في البدايات بالفتور والسخرية، وكان اعتراض الجمهور والنخبة حاداً، ويضيف: «ربما كانوا معذورين حينها، فقصيدة التفعيلة حصيلة تفاعل مع الآخر وإشكالات النص والتفسير لماهية الشعر، الأمر الذي لم يمروا به في قطرنا النائي».


ويؤكد أن الشعر الموريتاني قادر على مواكبة المتغيرات في الواقع الحياتي، ويقول: «كلما تطورت الحياة أو تغير الواقع عدَّلت القصيدة نوتتها الموسيقية روحاً وترميزاً لتلائم نفسية المغني الجديد، وهذا ما نلمسه في تطور النتاج الأدبي، تبعاً للتغييرات العميقة في الشخصية الموريتانية التي نعيشها، وهي سمة تنسحب على جميع الأقطار العربية، بل المجتمع الإنساني بشكل عام».


تقطير القصيدة الحداثية


ظهرت بوادر تأثير التيار الحداثي في الشعر الموريتاني مع جيل الثمانينيات حين برز عدد من الشعراء المميزين الذين كانوا يكتبون بأساليب مختلفة ويتبعون تيارات شعرية متعددة، وأجهضت هذه الانطلاقة حين ظهر من جديد نوع من التقليد للشعر الجاهلي.


ويتخذ إحياء القصيدة القديمة في موريتانيا أشكالاً عدة، فلا يزال بعض شعراء موريتانيا يقلدون الشعر الجاهلي، كما أن الإقبال على أشكال الممارسات النظمية التي دأب الموريتانيون عليها لغايات تعبدية كالتوسل والابتهال ولحفظ الأشعار، يسهم في حصر التجربة الشعرية الموريتانية في زاوية التقليد.


ويرجع الفضل في إحياء القصيدة القديمة إلى بقايا روافد التعليم المحظري الأصلي؛ فمعظم شعراء موريتانيا هم خريجو «المحاظر» (المدارس التقليدية التي تشجع طلابها على حفظ الشعر القديم ونظم الأشعار على شاكلته كوسيلة لتسهيل حفظ المعارف وتذكرها)، إضافة إلى البيئة المحلية الشبيهة في روحها ومفرداتها بالبيئة القديمة؛ فمعظم الموريتانيين لا يزالون يركبون الجمال ويبرون النبال ويسكنون تحت الخيام ويبحثون عن الماء والمرعى ويتفاخرون بنسبهم القبلي. كل هذه العوائق روضت الذائقة المحلية على الشواهد الشعرية القديمة وكرّست العمود الشعري مسلكاً أوحد في قول الشعر، ويرى الناقد حبيب الله ولد أحمد، أن القصيدة الموريتانية «ولدت أصيلة تضرب بجذورها في الشعر العربي القديم، ووقف بعض أساطنتها أمام الحداثة، لأنهم لم يفهموها نصاً ولا روحاً، واعتبروها محاولة لمسخ الشعر العربي، وربطوها بالظواهر الاستعمارية الوافدة، ولم يتكلفوا عناء النظر فيها من حيث الأساليب والمضامين حتى أنهم أطلقوا على الشعر الحر، شعر التفعيلة، عبارتهم السائرة، وهي أنه شعر حر لأنه متحرر من الوزن والقافية والمعنى والمبنى، وكان حكمهم على الحداثة مبنياً على سلفيتهم الشعرية وخلفيتهم المحظرية التي لا ترى بديلاً للقديم؛ فهو الأنقى والأطهر، وما سواه مجرد محاولة لتلويث الشعر العربي وإلباسه لبوساً أجنبياً.. خاصة أن الحداثة قد لا تكون أكثر أحياناً من السير النمطي في فلك ثقافات وافدة واستنساخ تجاربها». ويشير إلى أن معظم الموريتانيين يخشون من تعكير صفو القصيدة الكلاسيكية، ويقول: «بطبيعة الحال، فإن شكل ومضمون القصيدة الحداثية ينسف تقريباً شكل ومضمون القصيدة الكلاسيكية، وصراع الشكل والمضمون ليس جديداً، ويتجلى في تمسك الحداثيين غالباً بالمضمون على حساب الشكل، وركون الكلاسيكيين إلى الشكل على حساب المضمون. وقد وجدت التيارات التحديثية في القصيدة الموريتانية صعوبة كبيرة في إنضاج أفكارها وتجاربها أمام متلقين مصرين على أن الشعر عمودي أو لا يكون شعراً، واللغة قحة معجمية أو لا تكون، وهو إصرار أنتجته عقود من تداول الشعر العربي القديم والنسج على منواله، وهي عقود بحاجة لبعض الوقت للتخلص من ميراثها ومحاولة زراعة نبتة حداثية من الواضح أنها هنا تفتقر للتربة الصالحة والسماد الضروري».


ويرى ولد أحمد أن احتكاك الشعر الموريتاني بالمدارس الشعرية الحديث كان له أثر كبير في إخراج النصوص الشعرية الموريتانية من عباءة الكلاسيكية، ويضيف: «احتك الشعر الموريتاني منذ خمسينيات القرن العشرين بنظيره في الوطن العربي، خاصة الشعر المصري والعراقي والسوري، وهذه مدارس شعرية حارة حملت تجديداً قوياً في البنية والشكل والمضمون، خاصة مع بروز أسماء كبيرة وجدت أشعارها صدى قوياً لدى جيل المتعلمين الموريتانيين آنذاك، ومنها: نزار قبانى وعمر أبو ريشة وأحمد شوقي والجواهري ومظفر النواب وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور ونازك الملائكة والبياتى وغيرهم… وكان لذلك الاحتكاك أثر كبير في إخراج النصوص الشعرية الموريتانية من عباءة الكلاسيكية لتظهر نصوص قوية من حيث الشكل والمضمون، حملت في طياتها رسائل جديدة تواكب العصر وتتبع قافلة التجديد الشعري في الوطن العربي. وأخلت الناقة والطلل والحبيبة أمكنتها في القصيدة الموريتانية لصالح الطائرة والتطور العلمي والمد القومي ورياح الثورة والانبهار بالآخر ومحاولة وضع المتلقي في صورة ما يجري في العالم من حوله، بلغة مبسطة وأوزان جديدة خفيفة وأساليب اقتضتها ضرورة مواكبة عصر السرعة والقرية الواحدة، ومع ذلك فقد كان لتجارب شعرية في أوروبا وآسيا من الأدب المترجم، دور مهم في استجلاب أنماط الحداثة الشعرية إلى البلاد شكلاً ومضموناً». وعن الأسلوب الأمثل لجعل المتلقي يطمئن إلى الشعر الحديث، يقول الباحث: «إذا كانت إشكالية تطويع المتلقي لإقناعه بالنص أو تطويع النص لإقناع المتلقي به إشكالية معقدة، فالشعر يفرض نفسه على المتلقي وليس العكس. وإن كانت صياغة المضامين الجديدة في قوالب قديمة من أقصر الطرق إلى المتلقي في موريتانيا، وهو متلق استثنائي يختزن دائماً عباءة أبى الطيب وناقة غيلان مي ودوارس ذي الرمة وزفرات أبي الخطاب، وينتشى طرباً لذكر الخيل والليل والخباء والقطيع والطلل، ومن الصعب إقناعه بالابتعاد عن حنينه الوجداني الوراثي للشعر العربي القديم. وإن كان له أن يقتنع بالشعر الحديث، فلابد أن ذلك لن يتم بجرة قلم وما من سبيل إليه إلا عبر «تقطير» القصيدة الحداثية وتحويلها إلى جرعات صغيرة يحقن بها الشعر الموريتاني تدريجياً حتى يقتنع المتلقي بأن الأمر لا يتعلق بحرمانه من القديم بقدر ما يتعلق بتعريفه على الجديد الوافد الذي لا مفر منه».


صراع مع البيئة


مع تنامي التجارب الجديدة، تجاوز الشعر الحديث في موريتانيا نظرة ذمٍّ وتبخيس وتحرر من أسر العمود، لا سيما مع تطور المشهد النقدي وانفتاح الباحثين والأكاديميين على المناهج النقدية الحداثية؛ فبدأت القصيدة المعاصرة تتجاوز أطوار الولادة العسيرة وتفرض نفسها شيئاً فشيئاً مع اتساع دوائر تلقيها. وكان للمراكز الثقافية العربية والبعثات الطلابية دور كبير في تجديد الأفكار والموضوعات والأساليب الشعرية، فاستطاع الشعراء اللحاق بالمنهج الشعري المتعدد الأساليب والانفتاح على المدارس الحديثة، فبرزت أسماء شعرية شابة أكثر حداثة وأقدر على التعاطي مع الساحة الثقافية العربية، فجاء شعرها أفضل شاعرية من شعراء كبار كانوا مجرد إفراز للمدارس التقليدية واستسلموا لاعتراضات المحافظين وللذوق التقليدي لمتلقي الشعر.


ويرى الشاعر أحمد ولد ادومو أن تطور النص الحديث مر بمراحل عدة، واستطاع إثبات جدارته في المدرسة المحافظة رغم أن ارتباط الشاعر الموريتاني الذي يعيش في مجتمع بدوي بالشعر الحديث ظل مشوباً بشيء من التقليد؛ فظهرت «الحداثة الأصيلة» على يد شعراء يكتبون نصوصاً موغلة في الحداثة ويحافظون على القالب الموروث. ويقول: «تجربة الشعر الحديث في موريتانيا ما زالت تحتاج إلى الكثير من القراءة المتأنية، وأعتقد أن هذه القراءة يجب أن تنطلق من ثلاث معطيات رئيسية. أولاً فيما يتعلق بالبداية والتطور، ومعلوم أن القصيدة الحديثة قد بدأت في موريتانيا منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، حيث بدأ شعراء من أمثال أحمد ولد عبد القادر ومحمدن ولد الشدو في التأسيس لقصيدة التفعيلة في خروج صريح وواضح وغير متوقع عن النسق الخليلي، غير أن تطور النص الحديث بنظري لم يكن متسارعاً، وإنما كان علينا أن ننتظر ثلاثة عقود تقريباً لنحصل على نص شعري حداثي، خصوصاً مع الجيل الذي كتب الشعر في التسعينيات، وسأذكر الشاعرين: محمد ولد طالب، إدي ولد آدبه كمثال على ذلك. وقد واصل شعراء الألفية الثالثة أمثال جاكتا الشيخ سكئ، وبوبكر ولد المامي، والنبهاني ولد المحبوبي، والشيخ نوح… تأجيج نار القصيدة الحديثة والسفر بها إلى عوالم أكثر اتساعاً وأكثر ملامسة لحركة الشعر الحديث في المشرق العربي». ويضيف أن هذا التطور الذي رفع من شأن النص الشعري الحديث أو الحداثي في البلد ما زال يتعثر ويرتبك ويأخذ مسارات متناقضة حينما نتحدث عن القصيدة النثرية التي لم تحصل على القبول، رغم ممارسة كتابتها من طرف بعض الشعراء، وأذكر منهم إبراهيم ولد عبد الله. ويشير إلى أن التطور الذاتي للشعر المحلي مرتبط بالشاعر نفسه «فالشاعر طبعاً نتاج لتجربته الشخصية المنبثقة حتماً من تجارب وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه والأنظمة التعليمية التي تشكله والقراءات التي تفتح مداركه. وأعتقد أن الشاعر الموريتاني الذي يعيش في مجتمع بدوي رغم أنف المدينة لا يمكن إلا أن يظل ارتباطه بالشعر الحديث مشوباً بلا شك بشيء من التقليد، وأكبر مثال على ذلك أن لدينا شعراء يكتبون نصوصاً موغلة في الحداثة ويحتفظون لها بلبوس عمودي… هذا المعطى ربما يدفعني للحديث عن المقارنة المطروحة للنقاش التي تتمثل في الفروق الشاسعة بين شكل القصيدة وروحها عند الشعراء الموريتانيين المقيمين في الخارج، وأولئك الذين يعيشون في الداخل. سأعطي مثالاً على ذلك بالفرق بين التجربة الشعرية لكل من محمد ولد عبدي وبدي ولد أبنو من جهة، ومحمد الحافظ ولد أحمدو وأبو شجة من جهة أخرى، رغم أنهم جميعاً شعراء كبار».


ولا ينكر الشاعر ولد ادومو دور المتلقي في تطوير القصيدة الموريتانية، ويعتبر أن تغير الذائقة وانسلاخها عن التقليدي له دور قوي في تطوير المتن الشعري الموريتاني، ويقول: «أعتقد جازماً أن المتلقي وإن بدأ يتذوق القصيدة الحديثة إلا أن ولاءه وعشقه ما زال دائماً للحبيب الأول، القصيدة التقليدية بكل أبهتها وحضورها وحرفها الأخير الذي يتكرر دائماً». وعن مناهج وأشكال القصيدة السائدة حالياً في موريتانيا، يقول الشاعر: «فيما مضى كان الشكل السائد للقصيدة في موريتانيا هو القصيدة العمودية المتينة البناء التي تعتمد بالدرجة الأولى على اللغة والسبب والتطويل وتغييب الصورة والرمز، وذلك أمر له ما يبرره كونها كانت تخاطب جمهوراً يتبارى في معرفة اللغة والبحث عن الكلمات النادرة، ويجري خلف اللعب بالكلمات ويميل بصفة تلقائية إلى القصائد التي تشبه الشعر الجاهلي، وشيئاً فشيئاً تطورت القصيدة بوتيرة بطيئة، أما الآن، فإن القصيدة الموريتانية تتميز بتعايش كل أشكالها جنباً إلى جنب وإنْ كانت بعض الأشكال تطغى أحياناً على بقية اللوحة وتستأثر بمساحة أكبر. ربما تكون القصيدة العمودية ذات الروح العصرية هي الأكثر استخداماً، بينما يتواصل مد قصيدة التفعيلة لتحقق انتصارات متتالية وتستميل يوماً بعد يوم اهتمام الشعراء والجمهور، وتبقى القصيدة النثرية الأقل حضوراً في المشهد الشعري المحلي».


ويرى ولد ادومو أن جعل المتلقي يطمئن للشعر الحديث مرتبط باجتهاد الشعراء الحداثيين والتكثيف من الأنشطة والقراءات، ويضيف: «العلاقة بين القصيدة والمتلقي يجب أن تكون مفتوحة دون تدخل مباشر من الشاعر نفسه أو دون فرض وجهة نظره أو وصايته على النص بعد أن يبدعه، لأن مفهوم التبعية هذه بين الشاعر والنص رحلت مع نظرية موت المؤلف؛ غير أن المتلقي بطبعه، خصوصاً في موريتانيا، هو مستهلك لصنف بعينه من شعر فرضته عليه ظروفه الحياتية وطبيعة العيش وعلاقته الضاربة في عمق السنين مع الشعر في صورته التقليدية، لذلك فإن الرفض هو الجواب التلقائي الأول لكل الأصناف وأشكال التعبير المختلفة؛ ولكن الشعر الحديث يمكن أن يسمو بهذه الذائقة شرط أن يدخل في حرب مع القديم، بل من الضروري أن يكسب الرهان بالتقادم وليس بالإلغاء الكلي… كل شاعر في موريتانيا حتى وإنْ كانت تجربته الشعرية مفتوحة على قصيدة النثر إلا أنه عبوره الأول عادة ما يكون عبر جسر الشعر العمودي التقليدي في محاولة لكسب ود الجمهور ولتكوين سمعة حسنة، بعدها يمكنه أن يتحايل على هذا الجمهور بوضع الطعم في القصيدة التقليدية التي من خلالها يمكنه أن يصطاد جمهوراً قد تشكل نسبة صغيرة منه لاحقاً نواة الجمهور المتحمس للشعر الحديث، وهذا ما حدث بالفعل مع أكثر من شاعر وأكثر من جيل وأكثر من تجربة إبداعية».


http://ift.tt/1ffSU0p




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

Tuesday 21 January 2014

مظاهرات للاجئين الآزواديين في مخيمات “أمبرة” بموريتانيا


علمت وكالة “عاجل” للانباء، من مصادرة خاصة أن العشرات من سكان أزواد النازحين إلى مخيمات أمبرة المودجودة على الأراضي الموريتانية، قد خرجوا يوم أمس في مظاهرات رفعوا من خلالها أعلامهم وألقوا فيها بعض الخطب أعربوا من خلالها عن تمسكهم “بخيارات الثورة” أي الحصول على إقليم مستقل.

وقد نشر بعض النشطاء الآزواديين فديو هذا اليوم لتلك المظاهرة السلمية.

هذا نشرت وكالة “برس آزواد” على موقعها خبرا يفيد بخروج مظاهرات شعبية أخرى سلمية يوم الجمعة الماضي 17 ينايرقبل يومين في مدينة كيدال “نظمها النشطاء والشعب الازوادي في كيدال للتعبير عن رفض الشعب الازوادي لأتفاق وغادوغو الذي لم تلتزم به مالي وان المطلب الوحيد للشعب الازوادي هو حق تقرير المصير الذي تكفلت به جميع المواثيق الدولية.



Filed under: موريتانيا, مالي, مرصد حقوق, أخبار, تظاهرات Tagged: موريتانيا, مالي, مرصد حقوق, تظاهرات

Saturday 18 January 2014

باريس وواشنطن تتقاسمان الحضور العسكري في موريتانيا

بشكل أشبه بالتوافق المبدئي تتقاسم الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا الحضور العسكري في موريتانيا، حيث يبدو أن لكل من الدولتيين مساحة خاصة في موريتانيا، تتحرك ضمنها إضافة إلى علاقات قوية ومجال تنسيق خاص مع الجيش الموريتاني


ووفق مصادر السراج فإن فرنسا قد عززت من حضورها العسكري في موريتانيا منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وارتفعت مؤشرات الحضور العسكري في موريتانيا مع بوادر الحملة الفرنسية في شمال مالي


واعترفت الدفاع الفرنسية قبل أيام بوجود حامية عسكرية في موريتانيا تصل إلى 50 عسكريا يقومون بتدريب الجيش الموريتاني،


وتتحدث مصادر أمنية عن عدد كبير من العسكريين الفرنسيين في موريتانيا يتمركزون أساسا في مناطق الشرق الموريتاني، حيث توجد استثمارات فرنسية كبيرة في منطقة حوض تاودني النفطي


وتنشط شركة توتال الفرنسية، في منطقة تاودني بحثا الذي يعتبر واحدا من أغنى مناطف النفط الموريتانية غير المستغلة.


إلى ذلك تعززت العلاقات الموريتانية الأمريكية بشكل لافت منذ حوالي سنة أو أكثر، وتقول مصادر خاصة للسراج إن الولايات المتحدة الأمريكية رسخت وجودها في مناطق الشمال الموريتاني بشكل لافت، منذ حوالي سنة، وتمتد مناطق نفوذ الأمريكيين في موريتانيا من ودان في شريط صحراوي يمتد باتجاه الشرق الموريتاني.


كما تسارعت وتيرة المواقف الأمريكية الإيجابية تجاه أشادت السفيرة الأمريكية في نواكشوط قبل حوالي سنة بالجيش الموريتاني واعتبرت أنه الأحسن من بين جيوش المنطقة.


كما كان لافتا الاعتراف السريع من قبل الولايات المتحدة بنتائج الانتخابات البلدية والنيابية في موريتانيا، رغم تشكيك المعارضة المشاركة ومقاطعة منسقية المعارضة للانتخابات المذكورة.


وتقول مصادر خاصة للسراج إن قائد أركان الجيوش الموريتانية الفريق محمد ولد الغزواني يدير بشكل شخصي ودائم العلاقات مع الفرنسيين والأمريكان، ويحرص بشكل دائم على الحضور القوي في كل مراحل التنسيق بين تلك الأطراف والجيش الموريتاني.


http://ift.tt/1mnoqif




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

Sunday 12 January 2014

عمال تازيازت يتظاهرون امام مقر الشركة

safe_image يتظاهر عمال شركة تازيازت المفصولين تعسفيا هذه اللحظات امام مقر الشركة بتفرغ زينه ،وسط حضور امني مشدد حيث ان قوات الامن تشكل حاجزا بين العمال و مقر الشركة ، وهذا وقد تم فض اعتصام العمال امام القصر الرئاسي من قبل الامن صبيحة الجمعة ، العمال يأكدون مضيهم قدما في النضال حتي استراجع حقوقهم .


المصدر.




Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أخبار, تظاهرات Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق, تظاهرات

Saturday 11 January 2014

عندي حلم / السالك ولد الناه

السالك ولد الناه

السالك ولد الناه



قصة مستوحاة من ارض الواقع

عندما عبر مارتن لوثر كنغ عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه البيض و السود بحرية و مساواة و تجانس

صدح عاليا قائلا

I have a dream

عندي حلم

كان حلم كينغ هذا يبعد ألاف المسافات الضوئية عن حلم و حيد لشاب تجرع مرارة البؤس و الحرمان

ذلك الشاب المسكين الكاتم لصراخ تبرزه قسمات و تعابير و جهه المكدود

كان كان حلمه الوحيد و قتها أن يشاهد نفسه و شقيقته معا يستنشقان أهازيج الحرية و لو مرة واحدة في الحياة

و ما تعني الحياة إذا كانت هناك قيودا و شروطا تمارس عليك دون أن تستطيع قول لا – لن اقبل, لا – لن افعل ؟

دون أن تستطيع حتى إنقاذ نفسك من تلك القيود ؟

لله ما اقسي البشر

البداية

في الخامس عشر من شهر ابريل عام ألفان و خمسة عقد بلال أول اجتماع له مع زمرة من عبد قبيلة ” أولاد الطلح” تحت شجرة ظلالها لا تغنى من لهيب الشمس الحارقة شيء

تحدث بلال في البداية عن معاناتهم كعبيد و عن معاملات الأسياد لهم

و قبل اختتام الاجتماع و وجه بلال سؤالا إلى المجموعة عن كيفية تحررهم من جحيم العبودية هذا

كان أول رد من احدهم قائلا ان ما يطمح إليه ما هو الا حلم ميتافيزيقي و ان لا يستحب الخوض فيه

و رد آخر إن الماضي هو الحاضر و إن المستقبل لن يكن إلا امتداد لحاضرنا هذا لذا لا تتعب نفسك لم – لن نتحرر

و أضاف ثالث إن مفارقة الأسياد ذنب لا يغتفر و أن مجرد الخوض في تلك الحوارات العقيمة يعتبر عن الله من كبرى الكبائر حسب قولهم

أما بلال فقد صرخ بصمت في و وجوههم جميعا و غادر المكان

ذات مساء حزين من مسائيات التمرد حسم بلال العبد العشريني قراره النهائي بعد أن أمضى يوما بكامله و هو يفكر في سبل تنجيه و توأمته مسعودة من عذاب أسياده السابقين

يفكر في طريقة أية طريقة تنجيهما من نيران العبودية و الإقصاء و التهميش

كان المسكين و وقتها القادم من رحم العبودية يمضي طول أيامه و هو و هو يلهث و راء الماشية يجمعها عند تشتتها ينام معها أينما حلت و ارتحلت

ضرب بلال بأرجله المفلحة من الصحارى القاحلة و الوديان و الغابات ما لم تضربه سيارات أسياده الفارهة

كان يشاهد شقيقته الأمة مسعودة و هي تمتثل لأوامر أسيادها حينما تشتعل غرائز احدهم الجنسية فيطفئها دون خجل و دون أن تستطيع هي و لا حتى بلال تحريك ساكن

كانت سيدنه لالة فاطمة تناديه قائلة تعال تعال أيها العبد خذ” التأديت” و آتينا حليبنا بسرعة

كانت الأمة مسعودة هي السند الوحيد لجدة اسيادها الطريحة الفراش حيث تعد مأكلها و تمددها ذات اليمين و ذات الشمال على فراشها الوافر و تنظفها من الخارج و من” الداخل ” تجمع كل شيء و حيث الخلاء ترمي كل شيء كل شيء

أما بلال فكان عليه كل ليلة أن يقرن الحمير و عليهما يشد عربة أسياده لجلب الماء العذب من بئر أهل احمد نافع الواقع على بعد كيلومتر من الحاضرة حاضرة أسياده ” أهل سيدي محمود “

كانت مسعودة هي المعنية الوحيدة بإعداد الطعام بما في ذلك الغداء و العشاء و الفطور

” الوحيدة لملابسهم البدوية النتنة La pressing إضافة إلى هذا كله كانت هي “

هنا كان الواقع يرخ في وجه الشاب قائلا ترجل تحرك تحرر يا بلال

نعما صار حتما على بلال أن يتصرف تصرف مهما تكن تبعاته

كان بلال متحمسا لفكرة الهروب ليلا لذا قرر أن يكون الهروب ليلا

اخبر مسعودة بالأمر بدت مصدومة في البداية إذ كيف يمكنها العيش دون أسيادها و بعد أن استطاع إقناعها

إلى أين يمكننا الفرار سألته ؟

أجابها في همس هل تعرفين أمباركة جارية ” أهل محمد الحافظ ” لقد هربت إلى مدينة السلام و قد وجدت هناك شبه بشر شبه عالم شبه حياة و شبه منظمات حقوقية دافعت عنها حتى استعادت حريتها و هي الان حرة طليقة

إذا على بركة الله إلى مدينة السلام عسى حريتنا تنتظرنا قالتها المسكينة و هي تربت على أصابع شقيقها المرهق

و لكن كيف كيف يمكننا الفرار و عيون الأسياد تتربص بنا في كل مكان ؟ سالت ثانية و الدموع كالطوفان تنهمر على خديها

اسمعي مهما يكن عليك أن تكوني واثقة من أننا سنجتاز هذه المهمة أنا اعلم مدى خطورة المخاطرة التي نحن بصدد تنفيذها و لكن تأكدي أنها مخاطرة من اجل هدف نبيل إنها الحرية الحرية تستحق المجازفة حتى بالحياة أنا لا ادري ما إن كنا نعيش في الحياة أم الموت

المهم اسمعي لب القول الليلة بكاملها يجب أن تبقين مستيقظة و حينما اشعر أن الكل قد غط في النوم سأحدث لك حنحنة خفيفة و هي إشارة لك بالخروج و لكن بطريقة حذرة

اتفقنا ؟

_ نعم اتفقنا

ذهبت مسعودة كعادتها لتنام في زاويتها لمنزوية في الركن الأمامي المخصص خصيصا لها من المنزل مع سيدتها العجوز و ابنتيها و شقيقهما المراهق عبد الله فيما عاد بلال إلى قفصه الحطبي المتهالك و كان قد أكمل جازيته فاخذ كامل الحيطة بما في ذلك الماء و بضع حفنات من الشعير و الخبز اليابس كان قد ادخرهما متأكدا إنهما كافيتين لأقصى مسافة يسيرانها هربا

هرب قد ينجو صاحبه و قد لا ينجو و مسافة قد تطول و قد تقصر

و من يدري الله الوحيد الذي يعلم ما كان يخبئه المستقبل القريب يومها للشاب المتمرد على الواقع اللاواقعي

و في جنح من الليل حينما خيم السكون على المكان و أسدل الليل ظلمائه الحالكة ارتدى بلال سرواله الرث و لبس قميصه الممزق و انتعل نعلين من “بلاستيك” و على ظهره حزم خنشة ” لعوين” تقدم بخطى واثقة باتجاه شقيقته التي لا تنتظر منه سوى إشارة لتلحق به

و لما شعرت ببلال أصدر الحنحنة علمت أن سفارة البدء قد انطلقت وقفت و الرجفة تسري في أوصالها و تقدمت بهدوء نحوه دون أن يشعر الأسياد

تماسكا الأيادي في خفة و هدوء يلامسهما خجل لا مثيل له حتى تأكدا أنهما قد ابتعدا عن مرتع صباهم التعس عندها لاذا بالفرار

آآآآه إنها الحرية قال بلال في قرارة نفسه

في ذلك العام كان الشاب البولاري افال عمر يملك حانوتا لبيع البطيخ في مدينة السلام و كان كل أسبوع يسافر في شاحنته لجلب البطيخ من مسقط رأسه قرية ” سوكام ” الواقع قرابة أربع مئة و خمسون كلم جنوب مدينة السلام

كان بلال و مسعودة في مجازفتهما تلك أذل من الفأر و أسرع من النعامة فكلما خيل إليهما أن كلابا شرسة تلهث ورائهما ازدادت سرعتهما

عند ساعات الفجر الأولى توقفا لأخذ قسطا من الراحة بعد أصابهم الإعياء و التعب

كانت أرجلهما تتقاطر دما أشواك انغرزت في أقدامهما دون أن يشعرا

نزع كل منهما عن الأخر الأشواك ثم شربا و تناولا قليلا من الشعير

نظر كل منهما إلى الأخر في سكون و ابتسم بألم لقد شعرا أنهما اقتربا من الهدف و لما لم تنتهي الفرحة التي لم تبدأ بعد حتى شعرا بهدير سيارة قادم نحوهم

قال بلال لشقيقته مسعودة أسرعي إنهم الأسياد يلاحقوننا هيا بنا لنختبئ تحت تلك الشجرة

نظر بلال من ركن عينه إلى السيارة القادمة و قال واه أسفا لقد فشلنا أعاد النظر ثانية بتمعن لما اقتربت الشاحنة فصاح عاليا

آآآه انه افال , انه افال صاحب البطيخ لقد سرى فرح عارم في جسده كله

نعم انه افال أنا متأكد انه افال عمر

_ و من هو افال عمر قالت مسعودة و هي في حرية من أمرها ؟

أجاب بلال افال عمر هو رجل قل مثيله كان في كل مرة حينما يمر علي في شاحنته هذه لابد و أن يعطيني واحدة أو اثنتان من البطيخ انه رجل كريم فعلا هيا بنا لنعترض طريقه

توقف افال برهة لقد كان من حسن حظهما أن افال عائد ذلك اليوم من سوكام باتجاه مدينة السلام

كان افال عمر مطلع على نصف من حقيقة بلال لما مر عليه ذات يوم و هو يعد الشاي شاي الرعاة تحت شجرة كعادته جلس افال معه و احتسى كاسين من الشاي و بين الأول و الثاني كان بلال قد حدث ضيفه عن المعاناة و قساوة الحياة و لعل افال عمر فهم هموم الشاب الأسود يومها حين لمح قائلا ما أقسى الإنسان مع أخاه الإنسان ما أحوج الإنسان و لو لقليل من الإنسانية

نزل افال عمر من شاحنته و المشهد يذكره بتلك العبارات المشفقة معانقا صديقه الكادح متأثرا من مشهده و شقيقته مسعودة و من خلال عيونهما و لقائهما الماضي قرأ افال كل شيء دون الحاجة إلى سؤال

دعاهما لصعود الشاحنة فورا و لو لا بمساعدته لما استطاعا الصعود إنهما بالكاد يكونا جسدين ميتين بقلبين شبه نابضين

في طريقهما قص بلال على افال كامل المعانات التي كانا يتعرضان لها طمأنهما افال بالقول ابشرا لقد نجوتم من القوم الظالمين ستصلون مدينة السلام آمنين إنشاء الله و ما أن أنهى كلامه حتى شاهد من مرآته الأمامية سيارتان تلاحقانه بسرعة فائقة فعرف مقصدهما

و بسرعة تفوق سرعة السيارات الفارهة تلك أمر أفال كلا من بلال و مسعودة أن يختبئا بسرعة خلف مقعده حيث مكان استراحته امتثلا لأوامره و أسدل الستار

و حتى لا يشعر الأسياد بشيء خفف من سرعته حتى التحقوا به و قد أشار عليه احدهم بالتوقف ففعل

كان جواب افال عمر في محله حينما سألوه ما إذا كان قد شاهد جارية و عبدا عبقين في طريقه

رد بالقول انه شاهدهما كانا قد اوقفانه قبل ساعة و انه امتنع أن يقلهما إذ كيف يفكرا بالفرار و انتم تحسنون إليهما أحسن إحسان

تأكد القوم من كلام الرجل فعادوا أدراجهم مواصلين البحث

رجع بلال و مسعودة إلى مكانهما و العرق يلمح فوق جبينيهما الشاحبين شكرا افال على جهوده تلك

لقد أخذ افال على عاتقه عهدا أن لا يفارق العبدين المطحونين حتى يستعيدا حريتهما كاملة

إنها الإنسانية الإنسانية التي يبحث عنها بلال انه العالم الذي يحلم به

على مشارف مدينة السلام طلب بلال من افال أن يوصلهم إلى اقرب مركز شرطة يراه مناسبا لكن افال امتنع لما عرف ما سيجري وراء الكواليس رد عليه انه في حالته فعل ذلك ستعيدهم الشرطة من حيث أتيا لذا قرر افال أن يستقبلهما في بيته طيلة الأيام الأولى من قدومهما

كان غرض افال عمر من هذه الفكرة أن ينبه الرأي العام و الهيئات المعنية بالأمر

و بالفعل تم ذلك ففي الأسبوع الأول قدمت إحدى المنظمات الحقوقية شكاية إلى المحكمة تتهم فيها أسرة أهل سيدي محمود بممارسة العبودية في حق بلال و مسعودة منذ ميلادهما منذ عشرون سنة و كان ما كان أن تمت المحاكمة و نال بلال و مسعودة أخيرا حريتهما دون شرط أو قيد إلا أن الأسياد لم يطبق فيهم القانون فسرعان ما أطلق سراحهم بواسطة رجل أعمال نافذ في الدولة ينتمي لقبيلتهما قبيلة “أولاد الظل”


بلال و مسعودة و المدينة الجديدة

في البداية تكفلت إحدى المنظمات بتوفير السكن لبلال و مسعودة إضافة إلى تمديدهما ببعض الحاجات الضرورية كالطعام و الدواء و الملبس و بعض المال

و سرعان ما تم دمج مسعودة في مركز نسوي مختص في فن الخياطة أما بلال فقد لجئ إلى مهمة الحمالة التي وجد أن غالبية ممتهنيها ينتمون إلى نفس الشريحة الكادحة التي ينتمي إليها

عمل في هذا المجال لمدة ثلاثة اشهر إلى أن حصل على مبلغ مالي لبأس به استطاع من خلاله اكتراء بيتا في حي شعبي من أحياء المدينة الهشة ثم اشترى له فراشا مستعملا و مخدتان و بعض المستلزمات المنزلية الضرورية الضرورية جدا

و بمساعدة من زميله في العمل محمود فقد استطاعا معا إيجاد وظيفتا حارس في إحدى المؤسسات التابعة للحكومة

كان محمود يمتلك سكنا غير شرعي في حي من أحياء الصفيح بالمدينة و قد أسس بيتين من الصفيح بعد أن استفاد من مؤخرا من بقعة أرضية على مشارف المدينة في إستراتيجية جديدة للقضاء على ظاهرة الإحياء العشوائية

تزوج محمود من مسعود ثم انتقلت إلى بيتها الجديد و سرعان ما لحق بهما بلا و بفضل خبرة مسعودة في فن الخياطة فقد استطاعت فتح محل تمتهن فيه تلك الحرفة و ذلك من خلال مساعدة مادية قدمها لها زوجها و شقيقها بلال

و تمضي الأيام و يتزوج بلال و تنجب مسعودة ابنا ( لو كان بنتا لكان اسمها ” الحرية ” دون شك) فتطلق عليه اسم افال عمر افال عمر الذي كان سندا قويا في اجتيازهما مغامرة التحرر تلك يكبر الولد فيتم إدخاله قسم السنة الأولى ابتدائه

يعود بلال ليتأمل قليلا بين استغلاله في الماضي و استقلاله في الحاضر فيجد أن لا شيء خير من هذا الأخير

اليوم الولد الصغير افال عمر يسائل بلال خالي ما الفرق بين الاستقلال و الاستغلال ؟

يرد بلال الاستقلال يا بني يعني الحرية أما الاستغلال تعني أن لا حق لك حتى في الأكسجين .


بلال و مسعودة و المدينة الجديدة

بقلم السالك ولد الناه




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

Friday 10 January 2014

إحذروا‬ تازيازت ” 300 عامل مصابة بالأمراض”

حمودي ولد حمادي

حمودي ولد حمادي



ما إن تنتهي مأساة حتى تبدأ أخرى هكذا يراد لنا أن نفهم أو هكذا هي معاناة عمال شركة تازيازت , بعد ما حققته الشركة بفضل عملهم من أرباح هائلة و نجاح و بعد قبولهم العمل في أماكن أقل ما يقال عنها , إنها جحيم, أماكن تملئها السموم و محاطة بالمخاطر , فرغم قلة الرعاية التي يحصل عليها العمال , و رغم رداءة المكان وخطورة الآلات التي يستخدمنها لاستخراج الذهب على الشخص بنفسه , حيث يمكن أن يكون ضحية أحدى المواد السامة أو الآلات الصناعية, و ما تتركه تلك المواد السامة من تشويه على الجسد و غالبا ما تكون سببا في وفاة الشخص في حالة تسربها, إلا أن هذا لم يكن حاجزا دون العمل في الشركة, أو خطرا , فبعد ما قضوا هؤلاء العمال أعمارهم في خدمة الشركة و تحملوا كل ما ينتج من عواقب و أمراض و بعد النجاح الكبير الذي قدموه لشركة , تقابلهم الشركة بالطرد التعسفي, بغير مبرر و كأنها لم تكن تعرفهم يوما وهي تستخرج معادن بلدهم و تصدرها لبلد آخر , فما ذنب عمال شركة” كينروص تازيازت ليعاملوا بمثل هذه المعاملات؟ وهُم لم يخالفوا,القوانين المعمول بها أو يقومون بعمل يمس بسمعة الشركة, و هل ستجد كينروص تازيازت عمالا مخلصين يضحون بحياتهم من أجل المصالح الخاصة مثل العمال الموريتانيين؟.

البلد غارق في الأزمات, عشرات العمال يبتون في العراء منذ عشرة أيام أمام أبواب القصر الرمادي , عسى الله ن يفرج كربهم , و يهدي قومهم عن الظلم و الاحتكار, هل فكرتم في ذوي هؤلاء كيف سيتمكنون من توفير حاجياتهم و دفع تكاليف الدراسة و الضرائب و غيرها و ما ذنب أطفالهم ليعانون هل فكرتم في أسرة كل واحد منهم , كيف ستتمكن من قضاء حاجياتها وقد فقد أبُها وظيفته؟

300 عامل سلبت, وظائفهم, ظلما وعدوانا, 300 أسرة فقدت مدخلها المعيشي, 300 عامل كسرت أحلامهم, فمن سيدخل أفراح العيد في بيوتهم , و حال أهلهم هكذا, فقد يموت الإنسان لكن لن ينسى إنه ظلم أو من ظلمه و كرامة الإنسان فوق كل شي, القضية ليست قضية الراتب الشهري بل أكبر من ذلك و أشد و لدولة فيها نصيب.

لم تكتفي لهذا الحد فهاهي هذه الشركة تنتهك جميع القوانين المعمول بها في بلادنا رغم استعمالها ساعات إضافية و رغم تواجد عمال أجانب في الشركة.

لم تكتفي الدول الأجنبية بتدخل في الشأن السياسي فقط بل وصلت إلى الشأن الإداري,فما هذا الاحتقار و التهميش الذي يتعرض له العامل الموريتاني في بلده من طرف الأجانب , و من أعطى الحق لهم في ترأس الإدارة و نهب أموال العمال, فنفط نفطنا و الذهب ذهبنا و البلد بلدنا و زمن الاستعمار ولى, لن نقبل بأن نظل مزبلة للعالم , و لن نقبل بأن يشرد أبناءنا لأجل المصالح الخاصة, كما لن نقبل بأن يظل التهميش قائما يسود كل أرجاء المدينة, و ليس حكرا على العمال الموريتانيين الذين طردوهم الأجانب أن يعتصموا فمن حقهم أن يطردوا هؤلاء الأجانب, كما على مدير شركة كينروص تازيازت إعادة وظائف العمال و الاعتذار لهم,فمثل هذه الأفعال يعدوا إساءة بحد ذاتها للموريتانيين , كما عليه أن يعلم أنه دمر أكثر من 300 حلم و أبكى أكثر من 297 طفل كانوا يفتخرون بآبائهم كما حرمهم من المبيت معهم, فمن من حقهم أن يفتخروا و من حقهم أن يعيشوا و من حقهم أن يجدوا حقوقهم كاملة كما من حقهم أن تهيبهم الدول الأجنبية , كما من حقهم أن يحترمهم الغرب فهم ليسوا مشردون بل مواطنون موريتانيون من حقهم أن يعملوا و أن يجدوا كل ما نص عليه القانون شاء من شاء و أباء من أباء , و لا يجب أن يكون حلفاء الفرنسيين يديرون إداراتنا و المواطن الموريتاني يهان و يسب و يشتم و يظلم.

كان النجاشي لا يظلم في أرضه أحد , و ها هو الرئيس محمد ولد عبد العزيز يظلم في أرضه كل أحد,300 شخص تتقاسم المعاناة, تفترش الأرض و تتحمل برودة الشتاء و حرارة الشمس بدون ملل, غايتهم الوحيدة أن تعود إليهم وظائفهم , و إذا كنت محظوظا و زرتهم لتتعرف على مأساتهم فستجد أنهم ظلموا أشد الظلم و طردوا بدون أي سبب فهذا هو ما جعلهم يتركون ذويهم يواجهون الجوع و البرد و يكونون مخيما لهم أمام القصر الرمادي , لنكن لهم دفئا و حنانا و لنقاسمهم الآلام و المأساة و لنقيس أنفسنا عليهم. فهل سيحافظ فخامة الرئيس على كرامة المواطن الموريتاني يدفعهم الثمن.

مأساة بعض عمال تازيازت الذين تم فصلهم من العمل مصابون بأمراض عدة بفعل العمل الشاق في الشركة وقد تم سحب تأمينهم الصحي بعد الفصل .. وهناك أيضا بعض العمال المفصولين عليهم ديون كبيرة من البنوك ولم يتم تعويضهم سوى بمبالغ رمزية أن وجدت ,رغم أن عقود كل المفصولين كانت منتهية صلاحية.

تم فصلهم ظلما وعدواننا وبطريقة مهينة ومخالفة للنصوص التشريعية والتنظيمية والاتفاقية المعمول بها في بلادنا وبعلم ومشاركة من النظام الموريتاني , حيث يتجاهل الأعلام الوطني قضيتهم واعتصامهم.

معاناة عمال تازيازت لا تختلف عن معاناة سكان الترحيل كما لا تختلف عن معاناة سكان أحياء صفيح الهشة, فهل من رياح تغيير تغير مجرى السفينة , و هل من مالك صالح , لا يجب أن تنسنا المادة كرامتنا ووطنيتنا فما حدث لهم قد يحدث لأيا منا, لنكن كتلة واحدة, و جسدا واحدا.

يا إخوتي ظلمتْكمُ الأغرابُ في وطنٍ البكاءْ

يا إخوتي بتنا على سُرُرٍ و بتُّمْ في العـَــــراءْ

رشف البعوض دماءكمْ حيث المبيتُ بلا غطاءْ

و الأجنبيُّ على مواردنا يسيطرُ … لا حياءْ !

يا الله أني أسألك أن تفرج هم هؤلاء و كربهم , يا الله أني أسألك وطنا لا يظلم فيه أحد و لا يذل , يا الله أني أسألك أن يجد هؤلاء ما يصبون إليه , يا الله أن أسألك أن تحفظ هذه البلاد من زيغ أهل زيغ يا الله أني أسألك أن تبعد عنا كل محتال كافر ظالم و مبتل , يا الله أني أسألك أن تهدي مشايخنا و رؤسائنا و شبابنا , يا الله أني أسالك أن تعيد لهم البسمة و السرور و الفرج و الأمل و أن تعود إليهم وظائهم الآتي سبلت منهم ظلما و عدوانا يا الله خفف من معاناتهم و حقق رضاهم يا الله أحفظ لي وطني فليس لي من وطن بعده يا رب و الله ليحزن القلب و تبكي العين مما يحدث و مما تشهد هذه البلاد تغيرات كثيرة حدث في وقت قصيرة.

يا الله أن تعلم كفا بيك عليما أنهم يبتون في العراء و في الشارع فحفظهم من مكر الماكرين و فساد الفاسدين و أهدي شباب هذا الوطن.

علينا جميعا أن نتضامن مع هؤلاء العمال و أن نزورهم و أن نقاسمهم الألم و المعاناة و أن نحاول قدر مستطاعنا أن نخفف من معاناتهم و أن نتراجع دون أن تكف هذا الظلم و التهميش القائم, يكفي ظلما يكفي جهلا يكفي فقرا علينا أن نعيد لشعوب كرامتها كما ولدتهم أمهاتهم أحرار.

تحية لكل من تضامن مع العمال المفصولين تحية تقدير و إجلال لكل صحفيين على مبادرتهم و تحية لعمال تازيازت ووصيتي لهم أن يستمروا في الدفاع عن حقوقكم و أن لا يملوا فليل مهما طال لا بد لصبح أن ينجلي.


أخوكم : الكاتب : حمودي ولد حمادي

Istaylo.hamoudi@gmail.com




Filed under: فضائح, موريتانيا, مرصد حقوق, أخبار, تظاهرات Tagged: فضائح, موريتانيا, مرصد حقوق, تظاهرات

Thursday 9 January 2014

أكجوجت: عمال شركة MSS يعتصمون للمطالبة برواتبهم (صور)

قامت مجموعة من العمال التابعين لشركة خدمات الأمن MSSالتابعة لشركة نحاس موريتانيا MCM، اليوم بتنظيم إعتصامم في أكجوجت، للمطالبة بصرف رواتبهم لشهر دجمبر الماضي، على غرار زملائهم من عمال المقاولات الأخرى.


فكانت الوقفة الأولى لهؤلاء العمال أمام مقر شركة MCMغربي مدينة أكجوجت، قبل أن تطلب منهم الشرطة مغادرة المكان نحو مباني الولاية، بوسط المدينة، لحل المشكلة إداريا عبر تدخل السلطات المحلية.


وبعد انتظار أمام مبنى الولاية في أكجوجت، تم استدعاء هؤلاء العمال دفعة واحدة، بدلا من استدعاء مناديبهم المنتخبين، كما تنص على ذلك قوانين الشغل، في خطوة اعتبرها هؤلاء العمال، غير بريئة، وانحياز سافر للمقاولة من أجل بث روح التفرقة بين العمال، كما أنها انتهاك سافر لقوانين الشغل، تنضاف إلى الخروقات التي تم بموجبها، منذ أسابيع، فصل 28 وكيلا أمنيا من عمال شركة خدمات الأمن MSS، مما ترك انطباعا سلبيا لدى عمال هذه الشركة، الذين يعتبرون العمود الفقري لأي حراك عمالي في مدينة أكجوجت، بل إن الكثيرين يرجعون فشل الإضراب الأخير إلى عدم مشاركة عمال هذه الشركة فيه، نظرا للانضباط والصرامة والجرأة التي يتمتع بها هؤلاء العمال ذوي الخلفية العسكرية في غالبيتهم.


وفي سياق متصل، لوحظ وجود إحتقان شديد لدى عمال جميع المقاولات في هذه الشركة، بعد الإجراء الأخير الذي اتخذته والمتمثل في الفصل التعسفي، على حد تعبير إحدى المركزيات النقابية، من قبل (مقاولات هذه الشركة المنجمية، والتي ليست في حقيقة الأمر، سوى شركات وهمية لا حول لها ولا قوة، وأن عمال تلك المقاولات هم في الواقع عمال” MCM ” التي هي وحدها من يقرر متى وكيف يتم اكتتابهم وكيف يتم إنهاء عقود عملهم.وإبطال مفعول بطاقات الولوج هو انتهاك صارخ للمقتضيات القانونية المتعلقة بالفصل، والتي تلزم رب العمل، تحت طائلة البطلان، بإبلاغ العامل المفصول كتابيا، بقرار الفصل، مع إبداء سبب الفصل، وتمكين العامل من حق الرد في غضون 48 ساعة.


كما أن شركة” MCM ” كانت قد أبلغت عمالها عن طريق إشعار صادر بتاريخ 6 أغشت 2013 عن نيتها فصل 250 من عمالها، وهو القرار الذي كان موضع نزاع عمل جماعي، لا يزال معروضا حتي الساعة، أمام لجنة الوساطة، وبالتالي فان فصل العمال، قبل استكمال مسطرة حل النزاع، يعتبر تسرعا غير مبرر، وفي كل الحالات خرقا لمقتضيات قانون الشغل.


ان عدد العمال المفصولين لحد الساعة تجاوز العدد المعلن بشكل كبير حيث تم منذ شهر أكتوبر الى غاية فاتح يناير 2013 أربعمائة (297)عامل موزعين علي النحو التالي : 163 من عمال مقاولة “SMBTD” 16 من عمال ” MSS” و 28 من عمال ” EDI” و 40 من العمال الأجانب بالإضافة الى 50 عاملا تم فصلهم تعسفيا خلال الأسابيع الأخيرة).


http://meyadin.net/8776866/9827–mss-.html




Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أخبار, تظاهرات Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق, تظاهرات

Tuesday 7 January 2014

أزمة نقل خانقة بأنواذيب السبب ” أتريكت مسغار “

SAM_0792


SAM_0788 SAM_0790 لوحظ بشكل مفاجئ في عاصمتنا الإقتصادية انواذيب ظهور لأزمة نقل خانقة مع إستلام تجمع أمن الطرق ” أتريكت مسغار ” لمهمة تنظيم النقل في المدينة حيث لاحظنا صبيحة اليوم طوابير من المواطنين على أرصفة الشوارع الرئيسية في المدينة وهو الأمر الذي لم يكن مألوفا ولا معهودا مشاهدته في المدينة .

مما ولد إستياءا وتذمرا من المواطنين الذي أعتبروا أن “ذ أل ذ أول أعقاب ما يحان ” على حد قولهم .

والسبب راجع في الأساس حسب بعض المراقببن :

ـ إفراط عناصر التجمع في إستخدام السلطة المخولة لهم.

ـ التطبيق الحرفي للنصوص دون مراعات واقع وحال المواطنين.

ـ سوء معاملة وأخلاق بعض عناصر التجمع مما سبب صورة قاتمة عن التجمع نفسه.

ـ عدم تقيد بعض أفراد التجمع بما يلزمون به الناس إذ لوحظ الكثير منهم يمارس النقل نستخدما صفته الإعتبارية .


وقائمة الملاحظات تطول……….. .


اللجنة


SAM_0791 lll عددالمشاهدات:(241)


http://akhbarw.net/?p=1367





Filed under: موريتانيا, أخبار

Friday 3 January 2014

الكشف عن علاقة ولد الطايع بخطة قطرية لتسليم موريتانيا للإسلاميين

80838 كشف المركز العربي للدراسات المستقبلية عن “خطة قطرية ــ إسرائيلية للتدخل في موريتانـــيا”، مؤكدًا أنه بعد 8 سنوات من الصمت، عاد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطايع ليؤدي دورًا سياسيًا،


لكن هذه المرة من بوابة الدوحة حيث يقيم وعبر مدينة مراكش المغربية، وبدعم قطري وإسرائيلي.


وذكر المركز أنه بعد أيام من الحديث عن قوله المشهور إن «الأزمة التي تعيشها موريتانيا لا يمكن حلها من دون إنقلاب عسكري»، ها هو الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع، مهندس التطبيع مع إسرائيل يدخل طبخة قطرية جديدة تستهدف زعزعة استقرار موريتانيا.


وأفادت صحف موريتانية ومغربية ومواقع الكترونية، بأن الرئيس الذي حكم موريتانيا من عام 1984 حتى العام 2005، قرر أخيرًا أن يغير مقر إقامته من الدوحة إلى مراكش المغربية القريبة من بلده في شمال أفريقيا.


وركّزت الصحف المغربية على الموضوع من خلال عنوان شبه موحد وهو «المغرب ملجأ للديكتاتوريات»، في إشارة إلى ولد الطايع، الذي حكم موريتانيا بيد من حديد طيلة واحد وعشرين عاما، وأرغم الموريتانيين على كل شيء بما فيه علاقات مشينة مع الصهاينة – حسبما قال المركز-، وهو ما لم تحلم به الدولة العبرية منذ تأسيسها قبل ستة عقود.


الصحف المغربية والموريتانية ركّزت على أهمية مراكش في كونها المدينة التي يقيم بها عدد من خصوم الحكومة الموريتانية، ومن أبرزهم الملياردير محمد ولد بوعماتو، والذي يتردد عليها من حين إلى آخر المعارِض البارز مصطفى ولد الإمام الشافعي، والغريب أن ولد الإمام الشافعي، المعروف عنه أنه رجل الدوحة في أفريقيا، هو مهندس علاقات مشيخة قطر مع أباطرة السلفية والمخدرات.


وهو أبرز وسطاء الأوروبيين مع جماعات الإرهاب، ونجح في التوسط لإطلاق سراح أوروبيين مقابل فديات مالية عدة مرات.


ويأتي اليوم تقاربه مع ولد الطايع وفق مراقبين إلى الأهداف القطرية، إذ أصبح العدوّان صديقين بإملاءات قطرية بعد أن كان ولد الشافعي محرومًا من دخول الأراضي الموريتانية إبان حكم ولد الطايع.


ويرى مراقبون في نواكشوط أن تغيير إقامة ولد الطايع من الدوحة إلى المغرب المجاورة، هدفه العمل عن قرب في دولة تعيش في دوامة من المشاكل مع موريتانيا منذ أربعين عامًا وفي الوقت نفسه تقيم علاقات متميزة مع دول الخليج، وفيما تغدق دول الخليج على الرباط العطايا، ترفض منح موريتانيا أي مساعدات.


المركز العربي أشار إلى أن إقامة ولد الطايع في المغرب ليست من قبيل الصدفة، بل تؤكد سيناريوهات كشف عنها العام الماضي ضمن خطة قطرية ــ إسرائيلية هدفها زعزعة استقرار البلاد.


ولا ينسى الإسرائيليون للرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز، الذي بدأ عهده عام 2008، بعلاقته الوطيدة بإيران وعلاقات أركان حكمه بحزب البعث في دمشق، وقطعه علاقاته مع إسرائيل وإشرافه الشخصي على تدمير مبنى سفارتها في نواكشوط، وقوله الشهير: «هذا قليل مما يفعله الصهاينة لأشقائنا في فلسطين المحتلة».


كما لا ينسى القطريون للرئيس الحالي طرده للأمير حمد بن خليفة العام الماضي، خلال زيارة كان مقررًا لها أن تدوم ثلاثة أيام واقتصرت على ثلاث ساعات وقطعت من دون وداع رسمي، بعد مشادات كلامية وُصِفت بغير المسبوقة بين الزعيمين.


وخلصت صحف موريتانية إلى أنه إذا صحّت هذه التسريبات وانتقال معاوية ولد الطايع، إلى الإقامة في مدينة مراكش المغربية، فلا شك أن محور مراكش، بقيادة رجل الأعمال الشهير محمد ولد بوعماتو، وواجادوجو (عاصمة بوركينا فاسو)؛ بزعامة السياسي المعروف المصطفى ولد الإمام الشافعي، المعارضين لنظام ولد عبد العزيز، سيشهد نقلة نوعية سيكون لها ما بعدها.


وتوقعت الصحف استئناف النشاط التجاري الداخلي بالنسبة لولد بوعماتو، الذي تعاني بعض شركاته من الإفلاس بسبب مشاكله مع النظام القائم في نواكشوط، وعودة رجل السلطة ولد الطايع إلى البلاد، وربما إلى السلطة من جديد. وكانت مصادر صحفية قد كشفت العام الماضي خطة قطرية ــ إسرائيلية لإطاحة الرئيس الموريتاني ضمن ثورات الربيع العربي.


وتحدثت المصادر عن أن الأميركيين والفرنسيين حسموا أمرهم مع الأمير القطري، بالتنسيق مع أبرز رموز المعارضة الموريتانية، واتفقوا مع قطر والجهات الداخلية والمعارضة على خطة أعدّوها بإحكام بعد عقد صفقة بين أهم رموز المعارضة الموريتانية، تم من خلالها تقاسم الأدوار والكعكة السياسية في البلد».


وكانت الخطة تقضي بتعبئة كل الوسائل المادية والسياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية لفرض الأمر الواقع على نظام ولد عبد عزيز، بمساعدة مالية من دولة قطر، التي ستظل بعيدة عن واجهة التصعيد، وأن تسلم الأموال إلى الإسلاميين من خلال قنوات مالية معروفة وآمنة.


وتقضي الخطة بأن تتأخر قناة «الجزيرة» القطرية عن تغطية الحدث في نواكشوط، بينما تعمل المعارضة الموريتانية على تعبئة الشارع سلميًا وحشد قواعدها الشعبية في كل مكان تحت شعار واحد هو «إسقاط النظام ورحيله» ومن دون توقف ولمدّة تفوق 15 شهرًا.


وبموجب الخطة تتمتع الولايات المتحدة وفرنسا بمزايا اقتصادية مهمة، وأن تتوطد العلاقات الموريتانية مع الدولتين أكثر، بحيث تكون لهما الأولوية في الكثير من المشاريع المقبلة عليها موريتانيا في مجال الصيد والنفط والأمن في الساحل.


وسعت مشيخة قطر وحلفاؤها الدوليون، بحسب مصادر المركز، لإعادة الاعتبار إلى الرئيس الأسبق وإعادته إلى موريتانيا متمتعًا بجميع حقوقه السياسية مع ضمانات أمنية بعدم الملاحقة.


وبالنسبة إلى الدور الإسرائيلي، أكدت الخطة أن إسرائيل «تسعى في الوقت الذي يواجه فيه النظام الموريتاني هذه المعارضة الشرسة إلى تصفية حساباتها مع الرئيس الموريتاني من خلال منظمات شبابية تدّعي الدفاع عن حقوق الأرقاء والزنوج في موريتانيا، وأصبحت هذه المنظمات تشكل خطرًا حقيقيًا على ولد عبد العزيز.نقلا عن موقع فيتو


المصدر




Filed under: فضائح, موريتانيا, أخبار, المغرب Tagged: فضائح, قطر, موريتانيا, إسرائيل, المغرب